اتفاق الصخيرات

يبقى بناء الدولة منوطا بأبنائها والنخب فيها، وتمرّ الحالة الليبية اليوم بمفترق طرق جدّ صعب، إما يؤسس للدولة، أو النزوع إلى صراعات أخرى تؤخر بناء الدولة على أقل تقدير، إن لم تقضِ عليها، والأيام المقبلة حبلى بمستقبل البلاد، وإن غدا لناظره قريب.

وجد في ليبيا استقرار نسبي، بعد إنتاج مجلس رئاسي جديد وحكومة وحدة وطنية موحدة للبلاد، غير أن هذا الاستقرار لن يستمر طويلاً، في ظل التجاذبات السياسية والأمنية المتغيرة للبلاد، بمحاذاة الاستقطابات والاصطفافات التي توجد فيها.

تنتظر الحكومة الجديدة في ليبيا، والتي نالت ثقة المجلس النيابي أخيرا،مهام عديدة، أبرزها تطبيق خريطة الطريق التي أقرّها ملتقى الحوار السياسي الليبي في جنيف، والعمل على صياغة دستور جديد وقانون انتخابي، بغية تمهيد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية.

نالت حكومة عبد الحميد الدبيبة الثقة في مجلس النواب الليبي، وسط أسئلة كثيرة عن قدرة فريقها على تطبيق خريطة الطريق المقترحة، وتمهيد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية. هنا قراءة في آليات التشكيل الحكومي وقدرة الحكومة على تجاوز الصعاب.

تتجلى معضلتان رئيسيتان في الحوار الليبي تجعلان من الفشل مرافقا له: المحاصصة والتوافقية، لذا لا بد من حل واقعي، هو السعي في محاولة إيجاد مشروع وطني شامل يبنى على أسس علمية، تنبذ المحاصصة والجهوية، وتعزّز مبدأ العدالة والنظام.