الشرعية الدولية

استغلّت إسرائيل حادثة توقيفها النائب الأردني عماد العدوان أنه عبَر نقطة حدودية إسرائيلية، وليس نقطة تسيطر عليها بحكم سطوة الواقع العسكري، وهذا التمييز الواجب من الجانب الأردني مهم، لأنه يمنع الإيهام بشرعية، أو صفة وضع قانوني، على المعبر الإسرائيلي.

لقاءات قمة العشرين أشبه بمراسم اجتماعية. قد يتطلب الأمر العودة إلى جاذبية دبلوماسية "النادي". الشرعية الدولية هي في عدم الإضرار بأمن العالم. فرض أي دول وصايتها على العالم لن يكون سوى تصوّر خاطئ، فالعالم في حاجة إلى الدينامية الجديدة وآلية الاندماج.

لم تعد التركيبة الحاكمة والمتحكّمة في لبنان تتمتّع بالصدقية، وهي عمليا مافيات سياسية، تلعب بمصير الناس، وتتلاعب بالشرعية، ولا تتألم على ضياع ماضي لبنان وحاضره ومستقبله، هذا المستقبل المفتوح على المجهول والفراغ بعد انتهاء عهد الرئيس ميشال عون.

فشلت الجهود الدولية لتمديد العمل بالهدنة في اليمن، وقد وجهت الاتهامات بهذا الصدد لجماعة الحوثي التي قدّمت مطالب مستحيلة في آخر لحظة، سواء بهدف الضغط والحصول على أكبر قدر من المكاسب، أو بسبب اشتراطات خاصة بحليفها الإقليمي إيران.

هزمت السلطة اللبنانيين قبل أن يهزمهم العدو. هزمتهم وفرّطت بحقهم حين تخلّى الرؤساء الثلاثة، طوعيًا، وبشكل نهائي، ولغايات خاصة، عن جزء من حدود الدولة المتمثّل بالخط 29 الذي كان وفد الجيش اللبناني متمسّكًا به خلال عملية التفاوض غير المباشرة.

تمارس كل من الولايات المتحدة وروسيا والصين كذباً بواحاً فيما يتعلّق بسياساتها، وهي تعرف أنّ العالم كله يعلم أنها كاذبة، ما يدل على أننا نعيش في عالم شريعة الغاب، حيث القوة هي ما يحدّد المعايير الأخلاقية و"مبادئ الشرعية الدولية".