نبيل القروي

لم تعد المسألة في تونس تتعلق بالبرامج، ولا بطبيعة منوال التنمية والخطط الضرورية التي ينبغي أن تتبعها الحكومة، للخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، بقدر ما تحولت إلى حساباتٍ للمواقع والمصالح الحزبية التي يمكن أن يغنمها هذا الطرف أو ذاك.

تحوّلت شعارات محاربة الفساد في تونس إلى مجرّد أداة خطابية لإقناع الجمهور العام ونيل الحظوة، والوصول إلى مقاعد مجلس النواب، ولم تكن في أي لحظة برنامج عمل حقيقياً.

يرفع الرئيس التونسي قيس سعيد شعار استقلال القرار الوطني، بما يعني خروجه عن الهيمنة التاريخية لفرنسا، وهذا جديد نسبيا، فبعد الاستقلال عن فرنسا لم تعش تونس تجربة حل مشكلاتها السياسية، بعيدا عن كنف المستعمر الفرنسي السابق، وهيمنته، فهل ينجح؟

بعد تسلم الرئيس التونسي، قيس سعيد، مهامه رسميا، نالت لقاءاته مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد نصيب الأسد من نشاطه. واللافت أن لقاءاتهما تجاوزت الشأن الداخلي، وما تقتضيه المرحلة، لتشمل مهام رسمية على الصعيد الخارجي.

بعدما حصد المرشح الرئاسي التونسي، قيس سعيِّد، ما يزيد على ثلثي أصوات المقترعين، انطلق المخيال السّياسي التونسي والعربي القانط من أسر الاستبداد والسلطوية المستدامة، ليحتفي بالبهجة. هنا، بحث في أربع دلالات متكاملة بين الرجل ومحيطه وزمانه.