يُذكَر الفلسطينيّون في ترجمة عربية عن اللغة الأصلية لرواية الكاتب الألماني هيرمان هيسه "ذئب البراري"، بينما يغيب ذكرهم في ترجمة أخرى عن لغة وسيطة هي الإنكليزية.
عدوان يتستّر دائماً بالدفاع عن النفس كما تُردّد الآن آلة الأكاذيب الإسرائيلية. أميركا نفسها في حربها على العراق عام 2003 كانت تدّعي أنها حرب من أجل الدفاع عن النفس، ونحن بيننا وبين أميركا محيطات وفرق توقيت، لكنها تشعر بالتهديد من شعوب منطقتنا.
دورُنا يتحدّد في الاستمرار بالتحدّث عن الحكاية الفلسطينية، منذ عام 1948 وحتى اليوم، لنكتب عن تلك الحكاية في كلّ مكان، لنعمل على إنشاء محتويات مرئية أو صوتية، لنكتب عمّا حدث، لنحكِ الحكاية الفلسطينية كلّها منذ اليوم الأوّل، وحتى اليوم.
لقد منحَنا الفلسطينيون الأمل بأن نحلم بالخلاص من هذا العدو الإجرامي. أنا أشدّ المتفائلين بمكاسب هذه الحرب، وقلبي وروحي مع إخوتي هناك. هذه معركة طويلة، تتطلّب صبراً وتضحيات، وبالفعل فإن "تحرير فلسطين كلّها قد بدأ".
ما زلتُ أزور المكتبات، وأقتني الكتب، لكنّي وبعمري هذا، الذي يقترب من الخامسة والخمسين عاماً، لم أقرأ كتاباً آخر سوى كتاب بيسوا ولم ألتقِ بالمرأة التي بحثتُ عنها في كتب المواعدات تلك.
عندما كان صغيراً اقترب من الموت للسبب نفسه، وقبل شهرين اختفى لخمسة عشر يوماً، وعندما عاد كان برُبع حجمه. حين اختفى آخر مرّة، تبيّن أنه كان محبوساً في الشقّة التي تحتنا، دخل مع عامل الصيانة الذي فتح الباب، ولم يخرج حين أقفل العامل خلفه.
لقد غامر الكاتب مع نفسه كثيراً، وتصارح معها إلى الدرجة التي عرف بها عن نفسه، وعنّا، ما يضعه موضع العارف، فمكنته تجربته الحسّية والنفسية، أن يلقي خطاب الاعتراف هذا بالنيابة عن قرّائه.
لكن حين أسهو وأستخدم يدي تقع كارثة ما، وهذا ما جعلني أعيش حياة ناقصة، لا يمكنني الاستمتاع بها بشكل طبيعي، لكن سرعان ما تنبّهت جدتي لمأساتي، وقررت أن تحرّرني من هذا السجن، فلجدتي خبرة واسعة في الحياة وقدرة سحرية على حلّ المشاكل.