محسنة الخطيب

يرافِق الكاتبُ الصربي، في روايته الصادرة ترجمتها العربية حديثاً، الإمبراطورية العثمانية في مرحلةٍ تأسيسية من تاريخها عبر سرده قصّة حياة شخصية حقيقية هي الصدر الأعظم محمد باشا سوكولوفيتش، ويخلص إلى دعوة للتأمّل في سؤال الهوية وتحولاتها.

بلغة هادئة، تتنقّل رواية الكاتب السوري الأخيرة، "أوراق برلين"، بين زمنين ومدينتين، يستبصر ما جرى فيهما من حروب وإهانة للإنسان والوطن. تنقّلات نكتشف فيها ما يجمع بين حلب وبرلين من عراقة وجمال، وتتحوّل معها الكتابة الروائية إلى إدانة للحروب.

أخلص الكاتب السوري، الذي غادر عالمنا قبل أيام، لثقافته الأم، فكان رائداً في نقلها إلى اللغة العربية والتعريف بهذه الثقافة المتوارية رغم قربها الجغرافي، كما أخلص لثقافته العربية التي اكتسبها وأحبها وأبدع بها كتبه الكثيرة.

في كتابه "مودة الغرباء" ("دار جسور"، 2020)، يُضيء الكاتب المصري محمد عبد العزيز الهجين سِيراً وتراجم ومذكّرات ويوميات لكتّاب وشخصيات فكرية من ثقافات وأزمنة مختلفة. كتاب يستند، بحسب المؤلّف، إلى مبدأ "الفوضى الخلّاقة".

تُعيدنا رواية الكاتب التركي نهاد سري أوزيك، التي صدرت ترجمتُها العربية حديثاً بتوقيع أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير، إلى السنوات العشر الأخيرة من عُمر الدولة العثمانية، التي شهدت تحوُّلات جذريةً انتهت إلى عزل السلطان عبد الحميد عن الحكم.

تأتي الانعطافة الحقيقية في حيوات أبطال الرواية، مع بداية التحول في شخصياتهم من الإحساس بالغربة والعيش على هامش المكان، إلى بداية الانتماء والاندماج والسعادة والرغبة بالاستمتاع بالحياة في هذا الوطن الجديد، حيث العمل وتحقيق الطموح والعلاقات الإنسانية الدافئة