رشيد الحسني

ترى المسرحية التونسية ليلى طوبال في سرد الوقائع ولفظها من الباطن سبيلاً لنسيان الأحداث التي تعيشها بلدها، وتعتبر عملها الجديد صرخة غضب تواجه بها الراهن. قطعت طوبال مسافة "مسرحيّة" طويلة، لعلّ أهم ما فيها مساهمتها في تجربة "مسرح الحمراء".

يأخذ المؤرخ المعماري التونسي على الدولة تخلّيها عن دورها التنظيمي لمباني المدينة. الأمر الذي أودى بجماليات العمارة، فانتقلت الأحياء في المدن من التصميم البيئي المفتوح على الهواء والسماء إلى مجمعات باهتة تؤدي وظيفة الإيواء، وهجرت الجماليات القديمة لصالح المهام الخدماتية.

من ضفّة النقد والترجمة انتقل شكري المبخوت إلى ضفة الكتابة الروائية، مستكشفاً التحولات التي لحقت بالمجتمع التونسي. الكاتب الذي كان منهمكاً بالعمل الأكاديمي والنقد الأدبي، يستعيد مراحل مفصليّة من تاريخ بلده في روايته "الطلياني" التي وصلت القائمة القصيرة لـ"البوكر" أخيراً.

تحتفل الفرقة التونسية "الحمائم البيض"، هذا الشهر، بالذكرى الـ 35 لتأسيسها. مجموعة تأثرت بغناء الشيخ إمام وبتجربتي الفرقتين المغربيتين "ناس الغيوان" و"جيل جيلالة"، وسائر التعبيرات الموسيقية التي جاءت بعد عام 1967، متمسّكةً بالعروض الركحية.

يرى صاحب مسرحية "كلام الليل" في حديثه إلى "العربي الجديد" أن السياسة هي مادة أحداث العرض المسرحي، لكن بآلية أخرى؛ ليست التعليق الفوري على الراهن. ويرى أن دور المثقفين بعد الثورة هو إنجاز ثورتهم الثقافية المشدودة إلى قيم مُثلى.

تتناول مسرحية "القناصة"، ليوسف الصيداوي، لغز قنص المتظاهرين أثناء الثورة التونسية. قناصان متواريان عن الأنظار، يأخذان فسحات للتفكير والدعابة بعد إنجازهما كل مهمة. عمل يقدم الثورة من وجهة نظر أعدائها.

تعود صور المعرض الجوّال في "رواق بشيرة آرت"، في تونس، إلى 18 مصوّراً شاباً من شمال أفريقيا وبقية المنطقة العربية، اختيروا من بين مائة مصوّر هاوٍ تقدموا للمشروع. شارك المصوّرون في ورشة تدريب والتزموا بمنهج توثيقي وسردي سِيَري.

منذ خروجه إلى الأضواء، فاستبعاده من المشاركة في الدورة الأخيرة من "أيام قرطاج السينمائية"، وصولاً إلى عرضه أخيراً في بعض المدن التونسية، وفيلم المنصف بربوش يثير ضجيجاً. عمل يروي جوانب من معاناة أعضاء "حركة النهضة" في فترة حكم بن علي.

لا يعود الكاتب التونسي علي الدوعاجي (1909 – 1949) إلى أذهاننا مع صدور الجزء الثاني من أعماله الكاملة والذي يضمّ أشعاره وأزجاله وقصصه ورسومه. الرجل الذي خسر كثيراً، ربح شيئاً واحداً، هو أنه لم يغادرنا.

ليس البُعد المعماري فقط ما يميّز لوحات سمير مخلوف، ثمة أيضاً رغبة في التحرر من الجمود، تفسّرها كائناته الطائرة وعماراته الراقصة. كأن الرسوم شظايا أحلام أو هذيان فتى متّقد الذهن، أو تخاريف مجاذيب يغرفون من حوض محجوب عن سائر البشر.