نجح عسكر السودان في إحداث شرخ داخل القوى المدنية التي قادت الثورة ضد نظام عمر البشير، وهو أمر لم يكن ممكناً لولا التصدعات السابقة داخل تحالف الحرية والتغيير، ثم تباين الرؤى حول كيفية التصدي للانقلاب، ما أطال أمده.
دشن الحزب الشيوعي السوداني وتجمع المهنيين السودانيين، وأسر الشهداء، ومفصولو الشرطة، تحالفاً سياسياً جديداً لإسقاط الانقلاب العسكري واستلام السلطة في المركز والولايات.
تقارير عربية
مباشر
التحديثات الحية
عبد الحميد عوض
24 يوليو 2022
راتب شعبو
طبيب وكاتب سوري من مواليد 1963. قضى 16 عامًا متّصلة في السجون السوريّة. صدر له كتاب "دنيا الدين الإسلامي الأوّلَ" (دراسة) و"ماذا وراء هذه الجدران" (رواية)، وله مساهمات في الترجمة عن الإنكليزيّة.
يسمح لنا ما يعرضه الصراع في السودان من بروز (وتبلور) التشكيلات الشعبية الوسيطة والمستقلة، التي تشكل، في صلتها المباشرة بالشارع وقدرتها على الحشد والتعبير المباشر عن الناس، ضغطاً مستمرّا على نخبة الحكم كما على نخب "المعارضة"، بنفض اليأس.
تتعثر كل محاولات لم شتات قوى الثورة السودانية بما في ذلك مبادرة "تجميع قوى الثورة". ويعتقد كثيرون أن الشقاق بين قوى الثورة، وعمل كل فريق بمعزل عن الآخر، أضعف الحراك الثوري أولاً، ومدّ في عمر الانقلاب ثانياً.
تمسّك تحالف "قوى الحرية والتغيير" في السودان، برفض المشاركة في عملية الحوار المباشر مع العسكر، واعتذر عن لقاء دعت إليه الآلية الثلاثية الدولية المشرفة على عمليات الحوار.
لا تزال المحاولات الدولية والإقليمية لحل الأزمة السودانية تصطدم بالاعتبارات الداخلية، ويبدو أن اجتماعات تحضيرية، دعت إليها آلية ثلاثية مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي ومنظمة "إيغاد" لهذا الهدف، لن تحقق مرادها.
أطلقت السلطات في السودان، اليوم الثلاثاء، سراح خالد عمر يوسف وزير شؤون مجلس الوزراء في حكومة عبد الله حمدوك، بعد اعتقال دام نحو 80 يوماً، فيما أبقت على عضو مجلس السيادة محمد الفكي سليمان في محبسه.
تجمع تظاهرات في السودان اليوم مجموعة من الأحزاب والمجموعات المتضادة، إذ إنها تضم مناصرين لحزبي المؤتمر الوطني المحظور والشيوعي، فيما استبقت السلطات هذا الأمر بشن حملة اعتقالات نفذتها النيابة العامة ضد مجموعة من عناصر النظام السابق.
لم تبق الأمور على حالها منذ الإطاحة بالرئيس السوداني السابق عمر البشير من الحكم قبل عامين، إذ تبدل المشهد ودخلت قوى جديدة إلى السلطة بينما خرجت أخرى أو عرفت انقسامات، في الوقت الذي أحكم فيه العسكر سلطتهم على ملفات مهمة.