تواجه حركة النهضة التونسية شرخاً كبيراً من الداخل، مع تزايد أعداد المستقيلين منها، خصوصاً من القيادات التاريخية فيها، والتي تفكر بتأسيس حزب جديد، وسط تحميل رئيس الحركة راشد الغنوشي المسؤولية عن الاستقالات، التي قد تمثل "خدمة" للغنوشي.
لا أحد في تونس يستطيع أن يعيد عدّادات التاريخ إلى الوراء لإنتاج نظام استبدادي جديد، وإن مصدر الانقلابو- فوبيا الحقيقي هو الخوف من فشل تجربة حكم الإسلام السياسي التونسي الممتدة عشر سنوات التي صاحبها شبه انهيار للدولة ومؤسساتها.
أمام سياسات الهروب إلى الأمام التي انتهجتها الحكومات المتعاقبة منذ العام 2011 يبقى مستقبل تونس السياسي والاقتصادي والاجتماعي ضبابيا. وتتطلب المرحلة الحالية والمقبلة إرادة سياسية قويّة، وحلولا جذرية للمشكلات الرئيسية والمهمة التي تعاني منها البلاد،
دعا رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد إلى النأي بوزارة الداخلية عن الخلافات السياسية، وذلك في كلمة له، اليوم السبت، أمام البرلمان، حيث تعقد جلسة منح الثقة لوزير الداخلية الجديد هشام الفوراتي.
لن يهدأ بال الاستبداد العربي الجديد حتى يوقف التونسيون هذا المسار، ويعودوا إلى ''رشدهم''، ويستعيضوا عن ديمقراطيتهم الوليدة والطموحة بنظام استبدادي في حلةٍ جديدة.