لا يزال عشرات آلاف النازحين الليبيين يطالبون السلطات بإعادتهم إلى مناطقهم، بعد أكثر من عامين على انتهاء الحروب وتوقيع الأطراف المتنازعة اتفاق وقف إطلاق النار.
يمضي أهالي مدينة تاورغاء في تنظيم وقفات أمام المقار الحكومية المدمّرة، احتجاجاً على غياب الخدمات في مدينتهم الواقعة شمالي ليبيا، على الرغم من مرور أربع سنوات على بدء عودتهم التدريجية إليها، مطالبين بضرورة إعادة تأهيل تلك المقار وفتحها.
انتهت الحروب في ليبيا، لكنّ المواطنين الذين اضطرّتهم تلك الأحداث إلى ترك بيوتهم فتهجّروا منها ومن مناطقهم، ما زالوا يعيشون في مساكن مؤقتة لا تتوفّر فيها مقوّمات الاستقرار وهم يواجهون ظروف عيش صعبة، من بينها برد الشتاء
بعد انتظار طويل، عادت الكهرباء أخيراً إلى قسم من مدينة تاورغاء الليبية. لكن طريق عودة الحياة الطبيعية لا يزال طويلاً، خصوصاً على صعيد توفير بيوت للأسر الجديدة المشتتة، والتي تنتظر العودة إلى الديار
تتواصل معاناة نازحي مخيمات تاورغاء الليبية، في ظل ظروف معيشية قاسية وإهمال الدولة عبر حكوماتها المتعاقبة لملفهم، والوعود المؤجلة بـتأمين عودتهم للمدن التي هجروا منها قبل سبع سنوات.
تتواصل معاناة نازحي مخيمات تاورغاء الليبية، في ظل ظروف معيشية قاسية وإهمال الدولة، عبر حكوماتها المتعاقبة، ملفَّهم، والوعود المؤجلة بتأمين عودتهم إلى المدن التي هجروا منها قبل سبع سنوات.
تعيش العاصمة الليبية طرابلس، توتراً متصاعداً، ونذير معارك جديدة بين الجماعات المسلحة التي تسيطر عليها، تحت ستار من الحماية تقدمه لها "حكومة الوفاق" برئاسة فايز السرّاج لأسباب كثيرة، منها استمرار الفوضى وغياب هيكلية موحدة للجهاز الأمني في البلاد.
دان المرصد الأورو متوسطي لحقوق الإنسان الإجلاء القسري تحت تهديد السلاح وما رافقه من اعتقالات وأعمال ترهيب ونهب، والتي تعرضت لها عائلات ليبية نازحة من مدينة تاورغاء، يوم الجمعة الماضي، في مخيم للنازحين بمدينة طرابلس.
لم تذق مدينة تاورغاء الليبية بعد طعم المصالحة، العالقة كغيرها في متاهة الصراع في ليبيا. فالمدينة الشبح، تعيش على أعتاب اتفاق بين حكومة السراج ومدينة مصراتة، لم تستقبل سكانها النازحين بعد، ولم يكتب لها حتى اليوم، لتكون رمزاً لمصالحة ليبية.
أكدت المقررة الخاصة بشؤون النازحين في الأمم المتحدة، سيسيليا جيمينيز داماري، اليوم الثلاثاء، أن على ليبيا أن تضمن سلامة المئات من الأسر النازحة من بلدة تاورغاء الشمالية، الذين تقطعت بهم السبل في الصحراء.