تأثّرت الحياة المسرحية في تونس بلا شك بإجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا، لكن هذا الأثر يقاس عادة بالعروض في المسارح الكبرى ولا يذهب أبعد من ذلك، حيث أن الحياة المسرحية هي أيضاً مشاريع ومبادرات لا تأتي فقط من الأسماء المحترفة بل إن جزءاً لا يستهان به من حيوية الفن الرابع تأتي من شباب لا يزالون في بداية الطريق.
تحضر اليوم في تونس تجارب متفرّقة لعلها تؤّثت المشهد الثقافي بعناصر إبداعية مختلفة عما تعوّدت عليه ذائقة الجمهور حيث تحضر قضايا جديدة وانشغالات قلما حضرت من قبل على خشبة المسرح، ومنها مشروع "مُسقط أرضي" الذي أشرف عليه الفنان التونسي حمدي مجدوب.
في فضاء "سينيفوغ"، يقام العرض اليوم السّبت، 12 أيلول /سبتمبر بداية من السابعة مساء، وهو عبارة عن قراءة مسرحية للدراسة التي أنجزتها "جمعية مبدعون" سنة 2018 بعنوان "حياة المراهق(ة) في الكرم الغربي سبعة سنوات بعد الثورة".
العمل بحسب ورقة تقديمية أمدّ بها مجدوب "العربي الجديد" هو "محاولة لفهم الواقع من خلال زاوية نظر أخرى باستعمال أدوات اللعب المسرحي"، ومن هنا نفهم فكرة العنوان "مُسقط أرضي"، إنها تلك النظرة التي تنطلق من أسفل لتبني رؤية تراعي كل فئات المجتمع، هي ربما النظرة - النقيض لما تنتجه الثقافة التونسية عادة.
"عشرة شابّات وشبّان يجتمعون للحوار والنقاش والتساؤل حول ما يدور في محيطهم الاجتماعي باعتبارهم شهوداً على كلّ ما حدث ويحدث، وعنصرا فاعلاً فيه" بحسب الورقة التقديمية. هكذا يقود المشاركون المتفرّج في رحلة بين منازل حيّهم "الكرم الغربي" بالقرب من تونس العاصمة.
يشارك في العرض كل من: خولة الهويدي وإيهاب روابح وشريفة التيجاني وأسامة بن سالم وجيهان لحبيبي ومحمد التوايتي وزينب الرياحي وعزيز التليلي وأريج الماطوسي وبلحسن اليزيدي.