تُهرَع الفلسطينية ميرفت الأدغم، من مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي مدينة غزة، لأداء مهامها المنزلية خلال فترة وصل التيار الكهربائي، التي لا تتجاوز أربع ساعات يومياً، بفعل أزمة الكهرباء المتفاقمة في القطاع الساحلي المحاصر.
وباتت حياة الأدغم غير مستقرة داخل منزلها، بفعل أزمة قطع التيار الكهربائي لساعات طويلة، التي بدأت حدتها الحالية منذ الثلاثاء الماضي، مع توقف محطة توليد الكهرباء الوحيدة في قطاع غزة عن العمل بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيلها.
وخلقت الأزمة حالة من عدم الارتياح في يوميات المواطنة الأدغم، وفق قولها لـ"العربي الجديد"، إذ ضاعفت معاناتها، بفعل الانتظار المستمر لوصول الكهرباء، لأداء المهام المنزلية المتراكمة، وقد باتت غير قادرة على التزام مختلف المتطلبات المنزلية.
ويأتي اشتداد أزمة الكهرباء، بالتزامن مع الارتفاع الكبير في درجات الحرارة، ما يزيد من الإرهاق والتعب اليومي، خاصة أن ساعات وصل التيار الكهربائي غير منتظمة، وقد يُعمَل على وصله في منتصف الليل، ويحوَّل الليل إلى نهار بالنسبة إلى ربات البيوت.
وتحاول الأدغم، التي بدأت بالتجهيز لخبز كمية قليلة من الخبز، استغلال الكهرباء، وفي الوقت ذاته عدم خبز كميات كبيرة، وذلك بفعل انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من مرة خلال ساعات الوصل القليلة، ما قد يفسد العجين في حال عدم خبزه مباشرة، خاصة مع الارتفاع في درجات الحرارة.
وضاعفت أزمة الكهرباء، التي اشتدت حدتها منذ عدة أيام، معاناة أمهات قطاع غزة، إذ تبدلت جداول وصل الكهرباء وفصلها، ما سبّب حالة من التخبط وعدم الاستقرار في أداء المهام المنزلية اليومية.
وأحدث تغيير ساعات وصل التيار الكهربائي وفصله، حالة من البلبلة في البيوت الفلسطينية في قطاع غزة، إذ باتت ساعات وصل التيار غير منتظمة، ما يدفع الأمهات إلى البقاء طوال الوقت على استعداد، والاستيقاظ ليلاً في حال وصلها عند الساعة الثانية والنصف فجراً، أو الساعة السادسة والنصف صباحاً، لاستقبال الكهرباء حال وصلها لأداء المهام المنزلية المعتمدة بالأساس على التيار الكهربائي، مثل الغَسل، كيّ الملابس، وغير ذلك.
وخلقت أزمة الكهرباء المُركبة كذلك أزمة جديدة تمثلت بتعارض وصول جدول الماء مع جدول الكهرباء، حيث كانت الأسر الفلسطينية تعتمد على الكهرباء لتعبئة خزانات المياه، وبرمجة تعبئة المياه، مع وصل التيار الكهربائي، إلا أن اختلاف الجداول حال دون ذلك، ما أدى إلى مضاعفة المعاناة.
الفلسطينية أم ماهر قاعود، تقاسمت المعاناة مع نساء القطاع، إذ باتت تقضي وقتها في انتظار الكهرباء لأداء مهامها اليومية والمتراكمة، بفعل انقطاع الكهرباء لأوقات طويلة، تتجاوز في كثير من الأحيان 16 ساعة متواصلة من القطع.
وتشير قاعود لـ"العربي الجديد" إلى أن الجداول الجديدة، باتت غير مفهومة وغير منتظمة، كذلك فإنها غير متوافقة مع جدول وصل المياه، ما أدى إلى حدوث حالة من الإرباك، ساهمت في زيادة إرهاق نساء القطاع.
ولم تعد قاعود قادرة على شحن بطاريات الليدات – الإضاءة البديلة من الكهرباء – التي كانت تعتمد عليها في الإضاءة خلال فترات انقطاع التيار الكهربائي – قبل اشتداد الأزمة – إذ كان الجدول المتبع 8 ساعات وصل، مقابل 8 ساعات فصل، ما زاد من تفاقم الأزمة الحاصلة أخيراً.