كشفت المؤسسة اليمنية للمياه والصرف الصحي، اليوم الإثنين، أنّ الاعتداءات المتكررة على خطوط نقل الطاقة الكهربائية وأزمة الديزل، أدت إلى خفض إنتاج المياه، مما يهدد اليمن بموجة جفاف.
وأوضحت المؤسسة في بيان صحافي، وصل" العربي الجديد" نسخة منه، أنّ خزان التجميع الرئيس، أصبح يمتلئ مرّة كل 24-36 ساعة بعد أنّ كان يمتلئ في كل 8-10 ساعات مرّة في الأوضاع الاعتيادية.
وتعاني اليمن من أزمة حادة في المياه، وتعتبر من أكثر دول العالم فقراً في الموارد المائية، حيث تعتمد بشكلٍ كلي على المياه الجوفية لتوفير احتياجها من الماء.
خطورة الوضع المائي
وأكدت المؤسسة، أنّ انقطاع الكهرباء في حقول الإنتاج وانعدام مادة الديزل، أثر على قدرة الإيفاء بمتطلبات المياه والالتزام بالجدول الزمني المحدد لتوزيعها على المواطنين في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات.
وأعلنت وزارة المياه اليمنية، أنّ العاصمة صنعاء التي يقطنها حوالي 3 ملايين نسمة، من المحتمل أنّ تكون أوّل عاصمة مهددة بالجفاف.
وحذر البنك الدولي من خطورة الوضع المائي في اليمن في ظل الزيادة السكانية المضطردة، وفي ظل غياب الوعي الاجتماعي بأهمية المياه وحسن إدارتها واستخدامها.
وتضاعفت مساحة الزراعة المروية لتصل إلى 440 ألف هكتار، بعد ان كانت 30 ألف هكتار فقط في الأعوام الماضية.
وتوسعت زراعة أشجار القات 16 مرّة، وهي أشجار تستنزف حوالى 30% من كمية المياه المستخرجة في اليمن.
وارتفعت مساحة الأراضي المزروعة بالقات في اليمن من 10 آلاف هكتار في 1970، إلى أكثر من 167 ألف هكتار في 2012، ما يشكّل حوالي 12% من الأراضي الصالحة للزراعة.
ضعف الشبكة
وحذرت شبكة الأنباء الإنسانية" ايرين" من نقص المياه التي تؤثر على 80 بالمائة من سكان اليمن والبالغ عددهم 25 مليون نسمة، وأشارت إلى ارتفاعها في الأعوام الأخيرة بسبب الزحف الحضري السريع وزراعة القات وانخفاض الوعي العام والحفر العشوائي للآبار.
وكشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، أنّ 72 بالمئة من المساكن في اليمن، لم تصلها شبكة أنابيب المياه المنزلية الصحية، وبأنّه يتوجب على 43 بالمئة من اليمنيين وبالتحديد من الأسر الفقيرة المشي على الأقدام، لأكثر من 30 دقيقة للحصول على مياه مقارنة بـ2 بالمئة من الأسر الغنية.
وأوضح تقرير صادر عن المنظمة، وصل" العربي الجديد" نسخة منه، أنّ 28 بالمئة من سكان اليمن لديهم أنابيب مياه منزلية فقط، وإنّ تلك المياه القادمة من الأنابيب ليست بالضرورة مياه صحية صالحة للشرب تماماً.
وبحسب التقرير، فإنّ الأسر الأشد فقراً تستخدم 8 بالمئة فقط من مرافق الصرف الصحي الجيدة.