وأوضح الصباح أن "ما يبعث على الألم أن المشاورات السياسية التي استضافتها بلادي الكويت وعلى مدى أكثر من شهرين (إشارة إلى الجولة السابقة)، لم تنجح في الوصول إلى اتفاق ينهي ذلك الصراع المدمر".
واستدرك أمير الكويت: "الأمل ما زال معقوداً على الأطراف المعنية في استئنافها لتلك المشاورات بأن تصل إلى ما يحقق مصلحة وطنهم ويحقن دماء أبنائهم". وقال: "إن الحرب لن تزيد الوضع إلا دماراً وقتلاً وتشريداً وتهديداً لوحدة وطنهم".
من جهته، اتهم الرئيس اليمني في كلمته بالقمة العربية، الانقلابيين بالمماطلة والتهرب من الالتزامات، وقال إنه "وعلى الرغم من أننا مددنا وما زلنا نمد يد السلام لإخراج الوطن اليمني من هذا النفق المظلم الذي أوصله إليه الانقلابيون العابثون، وذهبنا إلى جنيف مرتين ونتواجد الآن في دولة الكويت الشقيقة، منذ أكثر من ثلاثة شهور، أملا في استجابة هؤلاء لصوت العقل والحكمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا على الخراب والقتل والدمار، إلا أننا لم نجد منهم سوى المماطلة والتنصل والتهرب من تنفيذ أي التزامات".
وأشار هادي إلى أن من بين تلك الالتزامات؛ "التزامات أولية كإجراءات بناء الثقة التي تتضمن في ما تتضمن فك الحصار عن المدن والمناطق المحاصرة وإيقاف إطلاق النار والسماح بفتح ممرات آمنة لإيصال مواد الإغاثة الإنسانية إلى المتضررين من السكان المدنيين المعرضين لخطر تفشي وانتشار المجاعة والأمراض المعدية، وسط ظروف مأساوية بالغة الصعوبة والتعقيد والإفراج الفوري عن المختطفين السياسيين".
وتابع الرئيس اليمني، إنه "حذر مراراً وتكراراً من مغبة وخطورة استمرار الانقلابيين في القيام بمحاولة اختطاف الدولة وتغيير هويتها وتمزيق نسيجها الاجتماعي"، وكذلك "الارتماء في أحضان المشروع الإيراني"، والذي قال هادي إنه "لا يستهدف اليمن لوحده بل المنطقة كاملة".
وأكد هادي المواقف "الإيجابية" للجانب الحكومي تجاه المشاورات، وقال إن "الحل لما يجري في اليمن لن يتحقق أو يكون إلا بالتزام الانقلابيين بالمرجعيات المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وبقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة".
وبين الرئيس اليمني، أن في مقدمتها القرارات الدولية "القرار 2216 الصادر تحت الفصل السابع الذي ينص بوضوح قبل أي شيء آخر على انسحاب المليشيات الانقلابية دون قيد أو شرط من المناطق والمدن التي سيطرت عليها، وتسليم الأسلحة المنهوبة الثقيلة والمتوسطة إلى الدولة وإخلاء المؤسسات والمراكز الحكومية وإنهاء كل ما ترتب على الانقلاب". وأكد في ذات السياق دعم جهود الأمم المتحدة من أجل نجاح المشاورات.
كما شدّد هادي على أهمية استكمال مشروع إنشاء قوات عربية مشتركة لمواجهة التحديات والتهديدات التي تواجه الأمة وتمس أمنها القومي المباشر، بالإضافة إلى ما أصبح يشكله تنامي ظاهرة الإرهاب وتغلغل الجماعات المتطرفة وأعمال القرصنة في مختلف الدول العربية والمياه الإقليمية.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، قد أكد في كلمة الأمم المتحدة أمام القمة، أن المنظمة تواصل جهودها لوقف إطلاق النار في اليمن بشكل نهائي وإتاحة الفرصة لاستئناف عملية الانتقال السياسي السلمي. وأشار خلالها إلى أن الحوار هو السبيل العملي الوحيد للسلام في البلدان التي تشهد حروباً طويلة الأمد.