وقالت مصادر حكومية مصرية لـ"العربي الجديد" إن رئاسة الجمهورية في مصر أبلغت نظيرتها الموريتانية باعتذار السيسي، متعللاً بانشغاله ولقاءاته الداخلية المحددة سلفاً. إلا أن المصادر نفسها أوضحت أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية دفعت الرئيس المصري ﻻتخاذ هذا القرار بالتغيب عن القمة في نواكشوط.
ويتلخص السبب الأول في نصيحة الاستخبارات العامة والاستخبارات الحربية للسيسي بعدم السفر نظراً لضعف خطة التأمين الشرطية والعسكرية الموضوعة من الجانب الموريتاني لتأمين الزعماء العرب، والتخوف من تعرض السيسي ﻷي محاولة استهداف على غرار تعرض الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك لمحاولة اغتيال في أديس أبابا في العام 1995.
ووفقاً للمصادر نفسها، فإن السبب الثاني لاعتذار السيسي يعود إلى ضعف المشاركة على مستوى القمة بشكل عام، وتحديداً ضمن دائرة الدول الداعمة لنظامه، بغياب العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، فضلاً عن احتمال غياب العاهل اﻷردني، الملك عبدالله الثاني.
أما السبب الثالث، بحسب المصادر الحكومية، فيرجع إلى أن هناك شعوراً لدى السيسي بعدم وجود ما يستدعي حضوره، في ظل صرف القمة العربية النظر عملياً عن مقترحه بتشكيل القوة العسكرية المشتركة والذي كان يروج له بإلحاح في القمتين السابقتين. ويضاف إلى ذلك، ترجيح وزارة الخارجية المصرية أن تتزعم الجزائر، المتوقع أن يكون لها مساحة تحرك كبيرة في هذه القمة، التيار المعارض للمقترح المصري.
يذكر أن العلاقة بين السيسي ونظيره الموريتاني محمد ولد عبدالعزيز تتسم بالتعاون، إذ منحه السيسي قلادة النيل العظمى، أعلى وسام مدني مصري، خلال زيارة الأخير إلى القاهرة في إبريل/نيسان الماضي، والتي شهدت اتفاقاً على التعاون اﻷمني في مواجهة ما يسمى "باﻹرهاب والتيارات اﻹسلامية المتشددة".