وقال المصدر في حديث خاص مع "العربي الجديد"، إنه "ثبت إيجابية تحاليل فيروس كورونا لعدد كبير من الأطباء وطواقم التمريض في مستشفى الزيتون التخصصي، نتيجة استقبال المستشفى سيدة مسنة في 23 مارس/ آذار الماضي لإجراء عملية غسيل كلوي، وحجزها في وحدة العناية المركزة لعدة أيام، إلى أن ظهرت عليها أعراض الإصابة بالفيروس، حتى وفاتها يوم السبت الماضي داخل المستشفى نفسه".
وأضاف أن "إدارة المستشفى تكتمت على إصابة المسنة المتوفية بفيروس كورونا، ولم تخطر الطاقم الطبي بإصابتها إلا بعد عدة أيام من تعاملهم معها، حين ظهرت أعراض الإصابة على أحد الممرضين (يعمل كذلك في مستشفى الخانكة للأمراض النفسية)، ما دفع الأطباء والممرضين للمطالبة بإجراء تحليل (PCR) لهم جميعاً، ليتبين لاحقاً إصابة 22 من أعضاء الطاقم الطبي على دفعتين من العينات".
وتابع المصدر أن "المستشفى لا يزال يعمل بكامل طاقته في جميع الأقسام، على الرغم من تفشي فيروس كورونا بين العاملين فيه، ومن المقرر أخذ عينات أخرى من الأطباء والممرضين العاملين فيه، ولآخرين من المخالطين لهم خارجه، للتأكد من إصابتهم بالفيروس أو عدمها"، مشيراً إلى أن "إصابات المستشفى توزعت بين أقسام الاستقبال والرعاية المركزة والباطنة ومكافحة العدوى".
كما أشار إلى أن إصابات الفريق الطبي في مستشفى صدر دكرنس بالدقهلية مرشحة للزيادة، بعد ثبوت إيجابية عينات 21 من الأطباء والممرضين، في ضوء غلق المستشفى لمدة أسبوعين، وأخذ المزيد من العينات للمخالطين للحالات المصابة، فضلاً عن احتجاز 103 من أفراد الطاقم الطبي والإداري بالمستشفى في المدينة الجامعية بالمنصورة (تحت إشراف وزارة الصحة والسكان) حتى ظهور نتائج تحاليلهم.
وشهدت مصر خلال هذا الأسبوع فقط إصابة 33 من أعضاء الفريق الطبي في المعهد القومي للأورام بفيروس كورونا، بالإضافة إلى 5 حالات أخرى بمركز أورام دار السلام "مستشفى هرمل سابقاً"، وحالات إصابة مماثلة بالفيروس بين الطواقم الطبية في مستشفيات مبرة مصر القديمة، والدمرداش الجامعي، ومعهد القلب، وسيد جلال التابعة لجامعة الأزهر، وجميع هذه المستشفيات تقع في العاصمة القاهرة.
وفي 3 إبريل/ نيسان الماضي، أفادت وزارة الصحة المصرية بأن "81 شخصاً من الفرق الطبية أصيبوا بفيروس كورونا، من أصل 803 إصابات (مسجلة آنذاك) في مصر، بنسبة تبلغ 10.1 في المائة، إذ تعد نسبة إصابة الأطباء وطواقم التمريض في مصر بالفيروس من أعلى النسب بين دول العالم، نتيجة نقص المواد المطهرة في المستشفيات، وعدم توفر مستلزمات الحماية للأطباء.
من جهته، أعلن مركز مجدي يعقوب للقلب في مدينة أسوان المصرية، اليوم الخميس، اكتشاف أربع حالات إصابة بفيروس كورونا، بواقع ثلاثة من العاملين في طاقم الأمن، وأحد المرضى الذين يتلقون العلاج، مشيراً إلى عزل جميع المناطق التي ظهرت بها الإصابات، وإخطار وزارة الصحة والسكان لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال تعقيم المركز، وتتبع جميع المخالطين للحالات المصابة تماشياً مع الإرشادات العالمية والمحلية.
وقال المركز في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على موقع "فيسبوك"، إنه أجرى فحوصات دورية لجميع المرضى والعاملين والمترددين على المركز بالتنسيق مع وزارة الصحة، للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، لافتا إلى حرصه إزاء تقديم خدماته للمرضى من ذوي الحالات الطارئة، وغير المستقرة فقط، مع الحفاظ على سلامتهم وسلامة الفريق الطبي وجميع العاملين.
وتابع المركز أنه "اتخذ جميع الإجراءات الاحترازية منذ بدء ظهور فيروس كورونا في مصر"، لافتاً إلى نقل الحالات المصابة إلى المستشفى المخصص للعزل في منطقة الصداقة الجديدة بأسوان لتلقي العلاج اللازم. فيما تبين أن مصدر الإصابات هو تلقي مريضة مصابة بالقلب من محافظة البحيرة للعلاج بالمركز، وقدومها رفقة زوجها المصاب بالعدوى.
وكانت وزارة الصحة المصرية قد أعلنت، أمس الأربعاء، تسجيل 110 حالات جديدة أثبتت التحاليل إصابتها بفيروس كورونا، بين أصحابها أجنبيان، ما يرفع من حصيلة الإصابات في البلاد إلى 1560 حالة، إضافة إلى 103 حالات وفاة، جراء تسجيل 9 وفيات جديدة، في حين بلغ إجمالي المتعافين من المرض 305 حالات، وفقاً للأرقام الرسمية.