استنفار في تونس من أجل القدس

16 ديسمبر 2017
دعم تونسي كبير للقضية الفلسطينية (ياسين قايدي/ الأناضول)
+ الخط -
تتواصل فعاليات التضامن مع فلسطين والقدس في تونس، على المستويين الشعبي والرسمي، إثر قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، اعتبار القدس عاصمة للاحتلال الإسرائيلي.

وفي هذا الصدد، أكّد رئيس لجنة الشؤون السياسية والأمن القومي في البرلمان العربي وعضو البرلمان التونسي، أحمد المشرقي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، التزام البرلمان التونسي بقرارات البرلمان العربي الصادرة عن اجتماع القاهرة بصفة طارئة، بما فيها قرار التحرك الدبلوماسي لدفع ترامب إلى التراجع عن قراراته أو بدفع الشعوب إلى مقاطعة السلع الأميركية.


وبيّن المشرقي أنه مثّل البرلمان التونسي في هذا الاجتماع الطارئ لبحث تداعيات قرار الإدارة الأميركية الاعتراف بمدينة القدس المحتلة عاصمة للقوة القائمة بالاحتلال "الكيان الصهيوني"، ونقل السفارة الأميركية إليها، مبيّناً أنه لأول مرة تكون جميع الدول العربية حاضرة وممثلة في هذا الاجتماع الاستثنائي، وهو ما يُترجم أهمية القضية والتزام الجميع.

وأكد أنه قدّم لرئيس البرلمان التونسي، محمد الناصر، تقريراً عن مخرجات اجتماع القاهرة والقرارات الصادرة عنه، ومن بينها دعوة المجتمعات العربية إلى مقاطعة السلع الأميركية، وحثّ جامعة الدول العربية على إحياء مكتب المقاطعة العربية للقوة القائمة بالاحتلال، إسرائيل، وإيجاد حالة من الضغط الاقتصادي لمواجهة القرار الأميركي.

وقال المشرقي إن هذا القرار الظالم والجائر في حق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية زاد من لحمة العرب والمسلمين حول القضية الأم، مشيراً إلى أن هذا القرار يمسّ الأمن في منطقة الشرق الأوسط ويضرب السلم في العالم ويمس الأمن والسلم الدوليين، إذ يُمكن أن يتم استغلاله كأداة للقيام بعمليات إجرامية وإرهابية.

وأضاف رئيس لجنة الشؤون السياسية في البرلمان العربي أنه جرت دراسة ملف التطبيع مع الكيان الصهيوني وتم تكليف لجنة فلسطين الدائمة بإعداد ورقة مشروع ليتبناها البرلمان العربي ثم يدعو الشعوب العربية والبرلمانات الوطنية إلى تبنيها.

ولفت إلى أن البرلمان العربي سيتحرك على صعيد البرلمانات الإقليمية والاتحادات وعلى مستوى البرلمان الأوروبي، والبرلمان الأفريقي، وبرلمان أميركا اللاتينية ودول منطقة البحر الكاريبي، والجمعية البرلمانية الآسيوية، واتحاد مجالس الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، والجمعية البرلمانية للبحر الأبيض المتوسط، والجمعية البرلمانية لحلف الناتو، والجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، والاتحاد البرلماني الدولي، مشيراً إلى أن البرلمان العربي يعول على موقع تونس ومكانتها على المستويين الأوروبي والأفريقي.



وأضاف أنه سيتم التوجه أيضاً إلى برلمانات الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، على غرار الجمعية الوطنية الفرنسية، ومجلس العموم البريطاني، ومجلس الشعب الصيني، ومجلس الدوما الروسي وبعض برلمانات الدول المحورية لمنظمة عدم الانحياز والجمعية الوطنية بجنوب أفريقيا، ومجلس النواب الهندي، والبرلمان الماليزي.

وستعمل مجموعات على التواصل مع برلمانات مجموعة دول أميركا اللاتينية والكاريبي المتعاطفة والمناصرة للقضية الفلسطينية، على غرار البرلمان المكسيكي، والبرلمان البرازيلي، والبرلمان الأرجنتيني، وبرلمان بوليفيا، وبرلمان الأوروغواي، وبرلمان فنزويلا، وبرلمان بوليفيا، وبرلمان الأكوادور.

ولفت إلى أن برلمان تونس ملتزم بخطة البرلمان العربي بشأن التحرك على كافة المستويات وفي كافة المحافل عربياً وإقليمياً ودولياً لمواجهة القرار الأميركي، واعتبار التصدي لهذا القرار واجباً، مشيراً إلى أن موقف تونس شعباً وبرلماناً وحكومة ورئيساً كان مشرفاً، وقد لقي ترحاب الدول الأعضاء في البرلمان العربي.

وفي سياق متصل، أقدم الناشط السياسي والمدني، محمد كمال الغربي، على حرق العلمين الأميركي والإسرائيلي وصورة للرئيس ترامب في الوقفة التي تم تنظيمها أمام البرلمان التونسي تكريماً للشهيد التونسي محمد الزواري بمناسبة مرور سنة على اغتياله.

وفي جانب آخر، أكدت "اللجنة الوطنية التونسية للتضامن النضالي التشاركية مع الشعب الفلسطيني"، في مؤتمر صحافي أمس الجمعة، أنه لا بد من استراتيجية وطنية موحدة وشاملة لمواجهة القرار الأميركي المعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ولم تغب ذكرى اغتيال الزواري عن المؤتمر، إذ شدد المشاركون على خط المقاومة الذي اختاره الشهيد.

وقال رئيس جمعية "أرض فلسطين للتنمية والانتماء"، عابد الزريعي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه لا بد من نقل خطاب ترامب من صورة الضبابية إلى صورة واضحة وتحليل الخطاب لتبيان القضايا المرتبطة به والرسائل الموجهة إلى  الداخل الأميركي والخارج، معتبراً أن ردود الفعل في الشارع العربي لا بد أن تنتقل من رد جماهيري عفوي إلى خطوات أخرى ضمن مسار المعركة، باعتبار أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة العربية.

وأشار إلى أنه من الناحية الأيديولوجية فقد تضمن الخطاب مغالطات تقوم على تبني تزييف تاريخ القدس والقول إن اليهود بنوا القدس، في حين أنها موجودة قبل الديانة اليهودية، مؤكداً أن ترامب تبنّى الخطاب الصهيوني بالكامل.

واعتبر عضو اللجنة الوطنية التونسية للتضامن النضالي التشاركي مع الشعب الفلسطيني، فوزي العلوي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن القرارات السيادية العربية مهددة من قبل أنظمة أصبحت تلعب أدواراً خطيرة بحق شعوب المنطقة والإساءة للذاكرة والتاريخ والحضارة، داعياً إلى الوقوف على التداعيات الخطيرة لهذا القرار على الوجود العربي وإيجاد استراتيجية جامعة للخطوات المقبلة.

وأكد منسق شبكة باب المغاربة للدراسات الاستراتيجية، صلاح الداودي، ضرورة إحداث لجنة خاصة داخل مجلس الأمن القومي التونسي تدرج قضية فلسطين ضمن أولويات عملها، مبيناً أنه لا بد من إجراء استفتاء شعبي حول موضوع التطبيع إذا ما فشل قانون تجريم التطبيع.

ودعا إلى إحداث مرصد وطني رسمي وغير رسمي لمكافحة سياسات الصهيونية والعنصرية، مبيناً أن على الدولة التحقيق في حقيقة الحضور الأميركي والغربي المباشر وغير المباشر في سياسات ضبط الحدود والتجسس وفي برنامج الطائرات المسيرة من دون طيار.

وبيّن أن من بين المطالب الانسحاب مما يسمى مذكرة العضو الحليف الاستراتيجي من خارج حلف شمال الأطلسي "ناتو" مع أميركا والحلف الأطلسي وإدانة الكيان الصهيوني وملاحقته دولياً، خصوصاً في كل جرائمه في تونس.