يسود جو من الخوف والقلق في صفوف اللاجئين والناجين السوريين، وذلك بعدما قررت الأمم المتحدة خفض المساعدات الإنسانية المخصصة لهم، وهي تكاد تكون المصدر الوحيد لإعانتهم.
ويقدر العدد الإجمالي للسوريين الذين باتوا يعتمدون على الإعانات الدولية بنحو 10 ملايين سوري.
وبحسب ما صرح مصدر في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في دمشق لـ"العربي الجديد"، فإن المبلغ المرصود لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام في سوريا يبلغ 2.2 مليار دولار، فيما "لم يسفر سخاء المانحين الدوليين سوى عن تغطية أقل من 40% من الخطة حتى الآن"، على حد قوله.
وتشمل خطة الاستجابة الإنسانية كل المؤسسات العاملة بالشأن السوري، سواء تلك التابعة للأمم المتحدة، أو المنظمات غير الحكومية الدولية. ويقول المصدر إن "تصاعد الجهود الدولية لمواجهة مرض إيبولا والأزمة الإنسانية المتفاقمة في العراق أضعف من الاهتمام الدولي بالأزمة السورية، وبتنا اليوم أمام عجز كبير في التمويل".
يوضح أحد العاملين مع منظمة اليونيسيف في دمشق (فضل عدم الكشف عن اسمه)، لـ"العربي الجديد" أن المنظمة الدولية "لم تلغ أياً من برامجها المقدمة للأطفال السوريين، لكنها باتت تنفذها بصورة جزئية بسبب انخفاض التمويل". ويضيف: "على سبيل المثال، تم تخفيض مساعدات الثياب الشتوية للأطفال داخل سوريا، في مقابل المحافظة على كمية اللقاحات كونها تعتبر من الخطوط الحمراء، ولا يمكن المساس بها على الإطلاق".
أما برنامج الأغذية العالمي، فقد أصدر بياناً يوضح فيه أنه بات في "وضع حرج" في الاستجابة للوصول إلى نحو 6 ملايين سوري. وأنه بات يواجه "عجزاً مالياً اعتباراً من الشهر الحالي (نوفمبر/ تشرين الثاني)".
هكذا، فمن المنتظر أن يخفض البرنامج قيمة الإعانات المالية والقسائم الغذائية بمقدار النصف تقريباً للاجئين السوريين في كل من الأردن، مصر، لبنان، تركيا، والعراق.
ما يعني أن اللاجئين السوريين في الأردن المستفيدين من البرنامج والبالغ عددهم نحو 450 ألفاً سوف يحصلون على ما يعادل 16 دولاراً للفرد، عوضاً عن 34 دولاراً، كما أعلنت المنظمة الدولية. في لبنان سوف يحصلون على 20 دولاراً شهرياً عوضاً عن 30 دولاراً، فيما ستتوقف القسائم الغذائية للفلسطينيين السوريين بصورة تامة.
في تركيا، تلقى برنامج القسائم الغذائية للمنظمة الدولية ما لا يتجاوز 12% من التمويل المطلوب. ما يعني أن نحو 170 ألف لاجئ سوري من أصل نحو 220 ألف لاجئ لم يتمكنوا من تلقي مساعدات غذائية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في سوريا، سيواصل برنامج الغذاء العالمي تقديم الإعانات لنحو 4 ملايين سوري، لكنه سيخفض السلة الغذائية المقدمة بنحو 40%.
لكن البيان الأخير الصادر عن البرنامج قال إنه قد "يضطر إلى الحد بشكل كبير من عدد الأشخاص المستفيدين من المساعدات الغذائية الأساسية والبرامج التكميلية، خاصة مع بدء فصل الشتاء". ما يشير إلى إمكانية وقف المساعدات بشكل نهائي عن بعض السوريين.
وهو ما حدث بالفعل مع بعض العائلات السورية في الأردن، حيث شهدت مطلع الشهر الماضي وقفاً تاماً للمساعدة بذريعة أنهم "يملكون الوصول إلى موارد مالية كافية". هذا ما يقوله أحمد، وهو لاجئ سوري مع أسرته في الأردن. ويضيف أحمد لـ"العربي الجديد": "قطعت المساعدات مطلع الشهر الحالي عن 12 ألف أسرة سورية في الأردن وتم إخبارنا بإمكانية تقديم طلب اعتراض في حال كان لدينا ما يثبت الحاجة إلى المساعدة".
كذلك أوقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المساعدات المالية عن عدد من العائلات الفلسطينية السورية المقيمة في لبنان بحسب سامر، اللاجئ السوري مع عائلته في لبنان. يقول سامر لـ"العربي الجديد": "لا نعرف على أي أساس قطعت المساعدة، لا احد يعمل في أسرتنا المكونة من خمسة أشخاص ورغم ذلك قطعوا المساعدة!".
المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بيتينا لوشر، بدت حانقة جداً على المجتمع الدولي الذي يتجاهل الوضع الحرج للمنظمات الدولية العاملة في سوريا. وتصف لوشر وضع منظمتها، في حديث صحافي أخيراً، بكونها باتت أشبه بـ "متسول يرتدي ملابس فاخرة" بسبب حاجتها الدائمة "لقرع أبواب الدول الأعضاء متوسلة المزيد من التمويل".
وبحسب ما صرح مصدر في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في دمشق لـ"العربي الجديد"، فإن المبلغ المرصود لخطة الاستجابة الإنسانية لهذا العام في سوريا يبلغ 2.2 مليار دولار، فيما "لم يسفر سخاء المانحين الدوليين سوى عن تغطية أقل من 40% من الخطة حتى الآن"، على حد قوله.
وتشمل خطة الاستجابة الإنسانية كل المؤسسات العاملة بالشأن السوري، سواء تلك التابعة للأمم المتحدة، أو المنظمات غير الحكومية الدولية. ويقول المصدر إن "تصاعد الجهود الدولية لمواجهة مرض إيبولا والأزمة الإنسانية المتفاقمة في العراق أضعف من الاهتمام الدولي بالأزمة السورية، وبتنا اليوم أمام عجز كبير في التمويل".
يوضح أحد العاملين مع منظمة اليونيسيف في دمشق (فضل عدم الكشف عن اسمه)، لـ"العربي الجديد" أن المنظمة الدولية "لم تلغ أياً من برامجها المقدمة للأطفال السوريين، لكنها باتت تنفذها بصورة جزئية بسبب انخفاض التمويل". ويضيف: "على سبيل المثال، تم تخفيض مساعدات الثياب الشتوية للأطفال داخل سوريا، في مقابل المحافظة على كمية اللقاحات كونها تعتبر من الخطوط الحمراء، ولا يمكن المساس بها على الإطلاق".
أما برنامج الأغذية العالمي، فقد أصدر بياناً يوضح فيه أنه بات في "وضع حرج" في الاستجابة للوصول إلى نحو 6 ملايين سوري. وأنه بات يواجه "عجزاً مالياً اعتباراً من الشهر الحالي (نوفمبر/ تشرين الثاني)".
هكذا، فمن المنتظر أن يخفض البرنامج قيمة الإعانات المالية والقسائم الغذائية بمقدار النصف تقريباً للاجئين السوريين في كل من الأردن، مصر، لبنان، تركيا، والعراق.
ما يعني أن اللاجئين السوريين في الأردن المستفيدين من البرنامج والبالغ عددهم نحو 450 ألفاً سوف يحصلون على ما يعادل 16 دولاراً للفرد، عوضاً عن 34 دولاراً، كما أعلنت المنظمة الدولية. في لبنان سوف يحصلون على 20 دولاراً شهرياً عوضاً عن 30 دولاراً، فيما ستتوقف القسائم الغذائية للفلسطينيين السوريين بصورة تامة.
في تركيا، تلقى برنامج القسائم الغذائية للمنظمة الدولية ما لا يتجاوز 12% من التمويل المطلوب. ما يعني أن نحو 170 ألف لاجئ سوري من أصل نحو 220 ألف لاجئ لم يتمكنوا من تلقي مساعدات غذائية في شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
في سوريا، سيواصل برنامج الغذاء العالمي تقديم الإعانات لنحو 4 ملايين سوري، لكنه سيخفض السلة الغذائية المقدمة بنحو 40%.
لكن البيان الأخير الصادر عن البرنامج قال إنه قد "يضطر إلى الحد بشكل كبير من عدد الأشخاص المستفيدين من المساعدات الغذائية الأساسية والبرامج التكميلية، خاصة مع بدء فصل الشتاء". ما يشير إلى إمكانية وقف المساعدات بشكل نهائي عن بعض السوريين.
وهو ما حدث بالفعل مع بعض العائلات السورية في الأردن، حيث شهدت مطلع الشهر الماضي وقفاً تاماً للمساعدة بذريعة أنهم "يملكون الوصول إلى موارد مالية كافية". هذا ما يقوله أحمد، وهو لاجئ سوري مع أسرته في الأردن. ويضيف أحمد لـ"العربي الجديد": "قطعت المساعدات مطلع الشهر الحالي عن 12 ألف أسرة سورية في الأردن وتم إخبارنا بإمكانية تقديم طلب اعتراض في حال كان لدينا ما يثبت الحاجة إلى المساعدة".
كذلك أوقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" المساعدات المالية عن عدد من العائلات الفلسطينية السورية المقيمة في لبنان بحسب سامر، اللاجئ السوري مع عائلته في لبنان. يقول سامر لـ"العربي الجديد": "لا نعرف على أي أساس قطعت المساعدة، لا احد يعمل في أسرتنا المكونة من خمسة أشخاص ورغم ذلك قطعوا المساعدة!".
المتحدثة باسم برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة بيتينا لوشر، بدت حانقة جداً على المجتمع الدولي الذي يتجاهل الوضع الحرج للمنظمات الدولية العاملة في سوريا. وتصف لوشر وضع منظمتها، في حديث صحافي أخيراً، بكونها باتت أشبه بـ "متسول يرتدي ملابس فاخرة" بسبب حاجتها الدائمة "لقرع أبواب الدول الأعضاء متوسلة المزيد من التمويل".