تصدرت تونس المرتبة الأولى عربياً، في تقرير عن مؤشر الديمقراطية في العالم لسنة 2015 وذلك بالمرتبة السادسة والستين عالمياً، فيما تصدرت الترتيب العالمي في مؤشر تطور النسق الديمقراطي. وتعتبر هذه النتيجة ثمرة تضحيات أجيال زمن الدكتاتورية كما أنّها نتيجة طبيعيّة للمناخ الذي ساد تونس قبل الانتخابات وهو مناخ التنازلات السياسية أو ما يعرف بتجربة الديمقراطية التوافقية والتي حصد نتيجتها الرباعي الراعي للحوار هذا الأخير الذي أدار حوارا بين كافّة القوى السياسية الفاعلة في البلاد، والتي توصّلت لدستور توافقي وهيئة عليا مستقلة للانتخابات كان الوصول إليها عبر الانتخابات ظاهرياً، ولكنها توليفة توافقية روعيت فيها التوازنات السياسية داخل الوطني المجلس التأسيسي آنذاك.
جائزة نوبل للسلام والمرتبة الأولى في الديمقراطية "عربيّا" سبقتها مرتبة أولى في حرية الصحافة على الرغم من النقائص التي تشهدها الديمقراطية كما تشهده الصحافة في تونس؛ فالهشاشة هي أهمّ سمة قد توصف بها كلّ المكاسب في تونس التي تحقّقت بعد الثورة التونسية، إذ إنّ خطر الردّة عن الحريات الفردية والجماعية لا يزال يؤرّق التونسيين في ظل غياب مؤسّسات دستورية تحمي الحقوق والحريات كالهيئة الوطنية لمناهضة التعذيب أو تلك التي تعنى باحترام القوانين للدستور كالمحكمة الدستورية، والتي ضرب لها الدستور آجالا لتحقيقها، فيما تبقى التجاذبات السياسية أهمّ عائق أمام إرساء مثل هذه الهيئات في وقتها المحدّد.
مؤشر الديمقراطية لا يعتني فقط بالانتخابات ومدى شفافيتها وحريّة الاختيار فيها، وإنما يعبّر عن مدى المشاركة السياسية في البلدان موضوع الدراسة والتي قد تكون غير كافية في بلد خرج من ثورة باعتبار أنّها لا تتجاوز الإثنين في المائة بالنسبة للشباب في تقرير للمرصد الوطني للشباب لسنة 2014 فيما لا تتجاوز نسبة المشاركة في منظمات المجتمع المدني التونسي الأربعة في المائة، وهو ما يجعل من العمليّة الديمقراطية في تونس "معيبة" رغم تصدّرها للمرتبة الاولى. ولا تشير هذه النسبة فقط إلى عزوف الشباب عن المشاركة في الشأن السياسي العام وإنما إلى عدم الثقة في الطبقة السياسية، وبالتالي يبقى اكتمال الصورة.
الديمقراطية في تونس منقوصة إذ إنّ الثورة التي قفزت بتونس من المراكز الأخيرة زمن بن علي إلى المركز الأوّل عربيا والأوّل في مؤشّر التطور عالميا، كان عمادها الشباب الذي لا ينتظر اليوم فقط أجواء الحريات والديمقراطية التي قد تنحصر في مؤشّرات قد تغفل التفاوت بين الجهات وتفشّي المحسوبية والبطالة والتي قد تكون المساهم الأوّل في أن تكون هذه الديمقراطية، إذ الإرهاب يتهدّدها ويرمي بشباب الثورة الذين آمنوا بالوطن في أحضان جماعات تعد بالعدل ونبذ الطبقيّة والتفاوت الجهوي.
(تونس)
جائزة نوبل للسلام والمرتبة الأولى في الديمقراطية "عربيّا" سبقتها مرتبة أولى في حرية الصحافة على الرغم من النقائص التي تشهدها الديمقراطية كما تشهده الصحافة في تونس؛ فالهشاشة هي أهمّ سمة قد توصف بها كلّ المكاسب في تونس التي تحقّقت بعد الثورة التونسية، إذ إنّ خطر الردّة عن الحريات الفردية والجماعية لا يزال يؤرّق التونسيين في ظل غياب مؤسّسات دستورية تحمي الحقوق والحريات كالهيئة الوطنية لمناهضة التعذيب أو تلك التي تعنى باحترام القوانين للدستور كالمحكمة الدستورية، والتي ضرب لها الدستور آجالا لتحقيقها، فيما تبقى التجاذبات السياسية أهمّ عائق أمام إرساء مثل هذه الهيئات في وقتها المحدّد.
مؤشر الديمقراطية لا يعتني فقط بالانتخابات ومدى شفافيتها وحريّة الاختيار فيها، وإنما يعبّر عن مدى المشاركة السياسية في البلدان موضوع الدراسة والتي قد تكون غير كافية في بلد خرج من ثورة باعتبار أنّها لا تتجاوز الإثنين في المائة بالنسبة للشباب في تقرير للمرصد الوطني للشباب لسنة 2014 فيما لا تتجاوز نسبة المشاركة في منظمات المجتمع المدني التونسي الأربعة في المائة، وهو ما يجعل من العمليّة الديمقراطية في تونس "معيبة" رغم تصدّرها للمرتبة الاولى. ولا تشير هذه النسبة فقط إلى عزوف الشباب عن المشاركة في الشأن السياسي العام وإنما إلى عدم الثقة في الطبقة السياسية، وبالتالي يبقى اكتمال الصورة.
الديمقراطية في تونس منقوصة إذ إنّ الثورة التي قفزت بتونس من المراكز الأخيرة زمن بن علي إلى المركز الأوّل عربيا والأوّل في مؤشّر التطور عالميا، كان عمادها الشباب الذي لا ينتظر اليوم فقط أجواء الحريات والديمقراطية التي قد تنحصر في مؤشّرات قد تغفل التفاوت بين الجهات وتفشّي المحسوبية والبطالة والتي قد تكون المساهم الأوّل في أن تكون هذه الديمقراطية، إذ الإرهاب يتهدّدها ويرمي بشباب الثورة الذين آمنوا بالوطن في أحضان جماعات تعد بالعدل ونبذ الطبقيّة والتفاوت الجهوي.
(تونس)