شهدت الساعات الأخيرة قبل انطلاق القمة العربية في العاصمة الأردنية عمّان اتصالات مباشرة وعبر وسطاء بين الإدارتين المصرية والسعودية لمحاولة ترتيب اجتماع ثنائي ودّي بين الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على هامش القمة، التي سيحضرها الأخير، ولم يعلن الأول حضورها حتى الآن رسمياً.
وقال مصدر دبلوماسي مصري إن الاتصالات تجري بشكل أساسي بين وزيري خارجية البلدين، وعلى مستوى آخر يشارك فيها العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، بهدف تقريب وجهات النظر بين السيسي وولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على خلفية التقارب غير المباشر الذي طرأ في الأيام الأخيرة بعد "الوساطة" التي لعبها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، لاستئناف تصدير المنتجات البترولية السعودية إلى مصر.
وأضاف المصدر أن هناك تبايناً في المواقف حول عدد من الملفات التي قد تؤثر على النتيجة النهائية لهذه الاتصالات؛ فبينما يرغب الجانب السعودي في الحصول على تأكيدات بخريطة زمنية واضحة لتنفيذ اتفاقية ترسيم الحدود البحرية ونقل تبعية جزيرتي تيران وصنافير للسعودية، لم يمانع الجانب المصري في تحريك "محدود" للملف ببدء تداول الاتفاقية داخل لجان مجلس النواب. لكنه في الوقت نفسه يرغب في انتظار كلمة المحكمة الدستورية النهائية في القضية حتى لا تتعرض شعبية السيسي الداخلية لانتكاسة جديدة.
كما توجد خلافات بين الجانبين حول الملف الفلسطيني، والعلاقة بحركة حماس على مستوى أول، والعلاقات مع الخلافات الداخلية في حركة فتح على مستوى آخر، حيث لا ترحب السعودية بالتقارب الرسمي بين السيسي والقيادي المطرود من فتح محمد دحلان المدعوم من الإمارات. واعتبر المصدر أن عودة التواصل بين السيسي والرئيس الفلسطيني محمود عباس كان مستهدفاً به توجيه رسالة إيجابية للسعودية.
وتبدو الخلافات بين الطرفين أقل فيما يتعلق بالملفين السوري والإيراني؛ فعلى الرغم من دعم السيسي المباشر لنظام الرئيس السوري بشار الأسد إلا أنه يبدو، بحسب المصدر الدبلوماسي، أقل تمسكاً بهذا الموقف من ذي قبل نظراً لتراجع اهتمام العالم بالموقف المصري من هذه القضية وحرص السيسي على دور أكبر في القضية الليبية، وفي سياق قريب استعداده لتعليق الاتصالات التي كان قد بدأها مع إيران عقب تعليق التوريدات البترولية السعودية.