ربطت دراسة فرنسية جديدة بين العمل لفترات طويلة ومخاطر السكتة الدماغية. وأشارت إلى أن الأشخاص الذين يعملون بانتظام لأكثر من عشر ساعات في اليوم، سيكونون أكثر عرضة بنسبة 29 في المائة من الآخرين للسكتة دماغية، بغض النظر عن المهنة.
واعتبر فريق من الباحثين من ثلاث جامعات فرنسية، أجروا الدراسة ونشروا نتائجها أول من أمس الخميس، أن خلاصة الدراسة مقلقة لأن مخاطر الإصابة بسكتة دماغية تزداد إلى حدّ كبير، كلما ازداد الوقت الذي يقضيه المرء في العمل.
وقال أستاذ الطب المهني ومدير الدراسة، ألكسيس ديكاتا، في تصريح صحافي: "يزداد الخطر بنسبة 29 في المائة على الأشخاص الذين يعملون أكثر من عشر ساعات في اليوم، على الأقل 50 يوماً في السنة".
وشملت الدراسة التي أجراها المستشفى الجامعي التابع للخدمات العامة في باريس، والمعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في فرنسا، وجامعة فرساي، وجامعة سان كوينتين إن إيفلين، وجامعة باريس ساكلاي، 140 ألف فرنسي، ونشرت نتائجها الصحافة الفرنسية أمس الجمعة.
وتابع ديكاتا: "بالنسبة لأولئك الذين يعملون هذه الوتيرة لأكثر من عشر سنوات، يرتفع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية إلى 45 في المائة".
ولفت إلى أن الإصابة من جراء هذا النوع من الإجهاد لا يفرق بين الرجال والنساء على حد سواء، بل يؤثر بشكل خاص على العمال تحت سنّ الخمسين.
وأضاف: "حاولنا معرفة ما إذا كان الموظفون أقل عرضة للخطر من المديرين التنفيذيين، على سبيل المثال، ولكن بشكل عام تتأثر جميع القطاعات"، لافتاً إلى أن أي مهن لن تنجو من المخاطرة. وقال: "يمكن أن تطاول العمال في مجال الصحة والنقل، وأيضاً العمال والأشخاص الذين يعملون تحت الضغط والتوتر، ونضم إليهم الصحافيين".
وفي حين يحدد قانون العمل الفرنسي معدل العمل "القياسي" بـ 35 ساعة في اليوم، أي سبع ساعات في اليوم، أفاد 30 في المائة من المستطلعين أنهم يعملون أكثر من عشر ساعات يومياً.
وتابع مشرف الدراسة ديكاتا: "نحن نعرف أن بعض الناس بدافع الرغبة أو لأسباب المالية، يعملون في أكثر من مهنة، وهذا يزيد من المخاطر وهذا نعرفه في فرنسا"، مشيراً إلى أن "الباحثين الآسيويين يعملون منذ فترة طويلة على مسألة الموت في العمل" وهذا مصير مؤسف.
وأعرب الباحث عن "الأمل في أن نقدم إجابات تصبّ في خدمة تدابير الوقاية وتحسين ظروف العمل"، إذ يدرك الباحثون تبعات المشكلة الصحّية الحقيقية لهذه القضية.
وقدم الباحثون عدة تفسيرات تتعلق بـ"التأثيرات المباشرة للعمل المطوّل على الجهاز القلبي الوعائي، يضاف إليها تأثيرات غير مباشرة، منها ممارسة الرياضة قليلاً والأكل العشوائي وشرب كميات أقل من المياه والتدخين".