في برلين الغربية، آنذاك عام 1981، ولد محمد عبد الكريم في الغربة غير المرقمة في رحلة الشتات الفلسطيني، لأبوين فلسطينيين من عكا. في السادسة من عمره وجد نفسه مرة أخرى في هجرة جديدة نحو الشمال. إلى الدنمارك حمله أبواه ليجد نفسه على مقاعد دراسة لغة جديدة. عامان فقط ويرحل والده، تاركاً إياه وأخوته لوالدتهم "فكانت صدمة أن يموت والدي في سن احتجت إليه كصبي كمثل أعلى"، يقول محمد وهو يداعب شعر ابنته الصغيرة ألبا.
محمد الثلاثيني اليوم غير محمد المراهق الذي هزته جملة التعريف به في نهاية الإعدادية في مدارس الدنمارك، دون أن يعرف حينها معنى "أن تكون مختلفاً عن محيطك الأوروبي، إلا حين كان الشائع بين محيطي العربي أيضاً أن هجرتنا مؤقتة ولا يجب أن نندمج لأن أهلنا سيعودون إلى لبنان". قصته كما يقول "أتمناها لكل من يعيش في المهجر، لا استسلام بل الاستفادة من كل فرص الحياة لنكون على قدم المساواة غصباً عن الكراهية وبعيداً عن لعب دور الضحية".
محمد الثلاثيني اليوم غير محمد المراهق الذي هزته جملة التعريف به في نهاية الإعدادية في مدارس الدنمارك، دون أن يعرف حينها معنى "أن تكون مختلفاً عن محيطك الأوروبي، إلا حين كان الشائع بين محيطي العربي أيضاً أن هجرتنا مؤقتة ولا يجب أن نندمج لأن أهلنا سيعودون إلى لبنان". قصته كما يقول "أتمناها لكل من يعيش في المهجر، لا استسلام بل الاستفادة من كل فرص الحياة لنكون على قدم المساواة غصباً عن الكراهية وبعيداً عن لعب دور الضحية".
في سن المراهقة كتب زملاء محمد عبد الكريم الدنماركيون في "الكتاب الأزرق" حول توقعاتهم لمستقبل بعضهم بأنه "سينتهي محمد عاطلاً عن العمل".
اليوم محمد عبد الكريم في منتصف الثلاثينات وبالنسبة له "كان ما كتبه عني زملائي مؤلماً، لم أتوقع أن لدى زملاء درست معهم لسنوات تلك النظرة النمطية بسبب اسمي. كنت أعتبر نفسي دنماركياً مثلهم. شيء ما تفجر في داخلي، دون وعي ربما، رفضت الانكسار وتمردت على وصفي، وضعت الجملة ناظماً لخياراتي ومستقبلي".
ولد محمد عبد الكريم في برلين قبل 36 سنة من أبوين فلسطينيين من لبنان. هو لا يعرف كثيراً عن ماضي والديه. ومثل غيره من أبناء جيله، بعد انتقال الأهل إلى الدنمارك في عام 1987، وجد محمد نفسه يعيش في ما يصفه "غيتو يجمعنا باختيار الأهل. ارتدت مدرسة في منطقة برابراند في ضواحي آرهوس (وسط غرب الدنمارك). هي مدرسة (نوردغووردسكولا)، معروفة للدنماركيين وأغلقت بعد أن وصلت نسبة تلاميذها من أصل مهاجر 99 بالمئة، لهذا أقول عشنا الغيتو"، بحسب ما يوضح لـ "العربي الجديد".
الابتسامة لا تفارقه في سرده لماضيه. يتحدث محمد بحيوية، وأحياناً بروح دنماركية ساخرة ومتمردة، تجدها عند جيله من الشباب العربي. ويضيف في وصف طفولته "وجدتني بعد عامين من قدوم أهلي إلى هنا، 1989، بلا أب، لقد توفي والدي، ووالدتي لا تستطيع المساعدة في الواجبات. كنت متفوقاً في مدرستي في برابراند وحين انتقلت أنا وأختي إلى أخرى بين دنماركيين وجدتني كالأبله، لا أفهم ما يدور في الدروس"، يضحك محمد مما مر به. وفي الصف التاسع قالت له الموجهة "لن تستطيع دراسة الثانوية بمستواك هذا".
جملتان باللغة العربية يطلقهما في حديثه، ثم يعود إلى الدنماركية "لا أستطيع إجراء محادثة كاملة بالعربية، لكني أفهم كل ما يقال، على عكس أختي التي تتقنها تماماً".
اقــرأ أيضاً
لن أقبل الاستسلام... ولا لعب دور الضحية
عن حياته بين هويتين، يقول "اليوم حين أنظر إلى من كانوا في سني أتوقف لأفكر بما دفعني لرفض تشتت هويتنا. بثت بين جيلي فكرة "الهجرة المؤقتة"، الناس اندفعوا لشراء الشقق في لبنان، وعاشوا هنا كأنهم لم يغادروا القرية والمدينة والمخيم. لم يسمحوا لأبنائهم بالاندماج والعيش طبيعياً، كل شيء مؤقت، والمؤقت يدفع المراهق إلى عدم اليقين. كنت أرى نفسي رافضاً لفكرة المؤقت، وخصوصاً أن السنوات مرت ولم أعرف بلداً سوى هنا وألمانيا، حيث يعيش أعمامي وعائلتي الكبيرة منذ عقود".
اتجه لدراسة التربية في مدينته "تقدمت للمعهد بمشروع تطبيق للعمل في لبنان بالشراكة مع مؤسسات تعني بالشبيبة لنصف سنة. انهار المشروع مع حرب 2006".
جاءت الفرصة لمحمد حين قرأ طلب وظيفة تربوية لمرافقة دنماركية من أصحاب الاحتياجات الخاصة إلى تنزانيا "وكانت رحلة تنزانيا تعبد الطريق نحو مزيد من التصميم على تحقيق ما أريد".
فجأة يتحدث محمد عن حياته الشخصية في "سن مبكرة ارتبطت بزوجتي التركية" ويضحك مضيفاً "لم يكن سهلاً انتزاع موافقة أبيها لتزويجها لفلسطيني، قبل ثلاثة أيام من الزواج بارك أبوها زواجنا. ولم أفهم في سن الـ19 رفضهم لي".
وفي سياق اختياره التربية يقول محمد "كان غريباً بالنسبة لي والدنماركيين أن أصبح كفلسطيني مسؤولاً عن ثلاثة صبية دنماركيين في مدينة أخرى يعانون من "ADHD قصور الانتباه وفرط الحركة"، ولكنني نجحت في ذلك".
ويضيف محمد "بقيت جملة "عاطل عن العمل" محركي، لم أهدأ يوماً، المثابرة ثم المثابرة والصبر، فعلي كفلسطيني دنماركي إثبات أن الصورة عن جيلنا في الغربة غير ما يقدمها هؤلاء، ولا هي التي تخيلها المهاجرون الأوائل كرحلة مؤقتة".
ظل هاجس محمد أن يؤسس نفسه قبل الثلاثين. ويقول "انتقلت لدراسة مهنة النجارة لأن دخلها جيد وتخرجت منها كمعلم. عملت في شركة دنماركية، واجهت التمييز والعنصرية المبطنة، بتعليقات ممازحة وتحميلي مسؤولية خراب وفقدان أشياء ونظرة متشككة. أزعجني بحث أصحاب البيوت عن زميلي الدنماركي لسؤاله عن شيء لتجنبي مهنياً. فكرت بيني وبين نفسي بأن هناك خطأ يحصل. لذا أسست شركتي الخاصة، وطبعت على سيارات العمل اسمي (محمد عبد الكريم للنجارة)، اتصالات الزبائن لم تتناسب وزيارة الموقع، بحسب شركة التخديم الإلكتروني. نصحني صديق دنماركي بإزالة اسم محمد عبد الكريم لأرى ما سيحدث، انهالت علي بعدها الاتصالات للعمل ووظفت الكثيرين، وفكرت عندها: هل فعلاً اسم محمد معيق إلى هذه الدرجة؟".
لمعت لمحمد فكرة قبل أكثر من 3 سنوات "لماذا لا أفتتح مع صديق طفولتي الفيتنامي مطبخاً يابانياً للسوشي؟". وضع خطته وأمواله رهن مشروعه الذي درسه مع مختصين في السوق "فلسطيني يدخل مجال السوشي؟ كان غريباً للبعض. درست أيضاً واستخرجت الموافقات الصحية والبلدية وخضت التجربة باندفاع".
رحلته مع السوشي أخذته إلى اليابان أيضاً ليعود ويصبح مثار حديث الصحافة المحلية عن "محمد الذي قالوا إنه سينتهي عاطلاً عن العمل يوظف اليوم عشرات الدنماركيين ويدرب اللاجئين من سورية".
اقــرأ أيضاً
لم يتخلَ عن حبه لمهنة التربية والعمل مع الشبيبة "توظيف وتدريب الشباب ومنحهم الفرص أعتبره جزءاً من العمل التربوي الذي عملت فيه لسنوات بجانب كل دراسة".
وتقديراً له، أطلقت في مدينته جائزة تسمى "جائزة محمد السنوية للمشاريع الناجحة"، وتمنح لكل من يثابر وينجح في إطلاق مشروع ما". ورغم معارضة البعض أن يكون اسم "محمد" هو اسم جائزة سنوية إلا أن الصحافة المحلية تعاملت معها بايجابية أكثر وعلى الصفحة الأولى، مقدمة نبذة عن قصة "الفلسطيني الدنماركي الناجح".
لدى محمد اليوم سيارات مطابخ متنقلة. بعد 3 سنوات حصل على 5 نجوم تقييماً، مع الإشارة دائماً إلى "الفلسطيني الدنماركي الذي يتفوق على غيره في آرهوس".
شارك في دورات ببرشلونة عن تسيير الأعمال وتمويل المشاريع، وهو اليوم واحد ممن يدفعون بالمشاريع الشبابية. وأنتج المخرج الدنماركي، سورن ماركسون، هذا العام فيلماً بعنوان "بيروت ذهاباً وإياباً" تناول فيه قصة محمد وشابين فلسطينيين آخرين عن النجاحات التي حققوها ومن زاوية هؤلاء الشبان الذين صور مع بعضهم في بيروت "رفض فكرة الإقامة المؤقتة" و"الكفاح لأجل إثبات الذات في الغربة وإظهار تلك الطاقات الرائعة، كما يقول ماركسون لـ"العربي الجديد" عن دوافعه في إخراج وإنتاج هذا الفيلم الوثائقي.
يقول محمد "ما يعنيني اليوم، وأنا في منتصف الثلاثينات، أني لم أنته إلى حيث توقعه لي قبل 18 سنة تقريباً زملائي. كل أملي أن أرى هؤلاء من أبناء المهجر أن يعيشوا منسجمين مع أنفسهم ويحققوا ذاتهم بدون أوهام ما يخطه الآخرون لهم".
اقــرأ أيضاً
اليوم محمد عبد الكريم في منتصف الثلاثينات وبالنسبة له "كان ما كتبه عني زملائي مؤلماً، لم أتوقع أن لدى زملاء درست معهم لسنوات تلك النظرة النمطية بسبب اسمي. كنت أعتبر نفسي دنماركياً مثلهم. شيء ما تفجر في داخلي، دون وعي ربما، رفضت الانكسار وتمردت على وصفي، وضعت الجملة ناظماً لخياراتي ومستقبلي".
ولد محمد عبد الكريم في برلين قبل 36 سنة من أبوين فلسطينيين من لبنان. هو لا يعرف كثيراً عن ماضي والديه. ومثل غيره من أبناء جيله، بعد انتقال الأهل إلى الدنمارك في عام 1987، وجد محمد نفسه يعيش في ما يصفه "غيتو يجمعنا باختيار الأهل. ارتدت مدرسة في منطقة برابراند في ضواحي آرهوس (وسط غرب الدنمارك). هي مدرسة (نوردغووردسكولا)، معروفة للدنماركيين وأغلقت بعد أن وصلت نسبة تلاميذها من أصل مهاجر 99 بالمئة، لهذا أقول عشنا الغيتو"، بحسب ما يوضح لـ "العربي الجديد".
الابتسامة لا تفارقه في سرده لماضيه. يتحدث محمد بحيوية، وأحياناً بروح دنماركية ساخرة ومتمردة، تجدها عند جيله من الشباب العربي. ويضيف في وصف طفولته "وجدتني بعد عامين من قدوم أهلي إلى هنا، 1989، بلا أب، لقد توفي والدي، ووالدتي لا تستطيع المساعدة في الواجبات. كنت متفوقاً في مدرستي في برابراند وحين انتقلت أنا وأختي إلى أخرى بين دنماركيين وجدتني كالأبله، لا أفهم ما يدور في الدروس"، يضحك محمد مما مر به. وفي الصف التاسع قالت له الموجهة "لن تستطيع دراسة الثانوية بمستواك هذا".
جملتان باللغة العربية يطلقهما في حديثه، ثم يعود إلى الدنماركية "لا أستطيع إجراء محادثة كاملة بالعربية، لكني أفهم كل ما يقال، على عكس أختي التي تتقنها تماماً".
لن أقبل الاستسلام... ولا لعب دور الضحية
عن حياته بين هويتين، يقول "اليوم حين أنظر إلى من كانوا في سني أتوقف لأفكر بما دفعني لرفض تشتت هويتنا. بثت بين جيلي فكرة "الهجرة المؤقتة"، الناس اندفعوا لشراء الشقق في لبنان، وعاشوا هنا كأنهم لم يغادروا القرية والمدينة والمخيم. لم يسمحوا لأبنائهم بالاندماج والعيش طبيعياً، كل شيء مؤقت، والمؤقت يدفع المراهق إلى عدم اليقين. كنت أرى نفسي رافضاً لفكرة المؤقت، وخصوصاً أن السنوات مرت ولم أعرف بلداً سوى هنا وألمانيا، حيث يعيش أعمامي وعائلتي الكبيرة منذ عقود".
التفكير بالمستقبل دفع به حينها لإصرار آخر "أخذت بنصيحة المُوجّهة، ودرست عاماً إضافياً للتأهل للثانوية، لا أدري ما حدث لي انفجرت فجأة المعرفة وصرت من المتفوقين. تقدمت بطلب دراسة الثانوية وجاءتني موافقات عديدة. بقي التفكير باليافعين همي، وفي سن السابعة عشر وجدتني مساعداً تربوياً في منطقة سكني، تعلقت بتلك المهنة وأحببتها حتى يومي هذا. وكنت أعمل في مكدونالدز في ذلك العمر كمدير للموظفين لسنة ونصف".
اتجه لدراسة التربية في مدينته "تقدمت للمعهد بمشروع تطبيق للعمل في لبنان بالشراكة مع مؤسسات تعني بالشبيبة لنصف سنة. انهار المشروع مع حرب 2006".
جاءت الفرصة لمحمد حين قرأ طلب وظيفة تربوية لمرافقة دنماركية من أصحاب الاحتياجات الخاصة إلى تنزانيا "وكانت رحلة تنزانيا تعبد الطريق نحو مزيد من التصميم على تحقيق ما أريد".
فجأة يتحدث محمد عن حياته الشخصية في "سن مبكرة ارتبطت بزوجتي التركية" ويضحك مضيفاً "لم يكن سهلاً انتزاع موافقة أبيها لتزويجها لفلسطيني، قبل ثلاثة أيام من الزواج بارك أبوها زواجنا. ولم أفهم في سن الـ19 رفضهم لي".
وفي سياق اختياره التربية يقول محمد "كان غريباً بالنسبة لي والدنماركيين أن أصبح كفلسطيني مسؤولاً عن ثلاثة صبية دنماركيين في مدينة أخرى يعانون من "ADHD قصور الانتباه وفرط الحركة"، ولكنني نجحت في ذلك".
ويضيف محمد "بقيت جملة "عاطل عن العمل" محركي، لم أهدأ يوماً، المثابرة ثم المثابرة والصبر، فعلي كفلسطيني دنماركي إثبات أن الصورة عن جيلنا في الغربة غير ما يقدمها هؤلاء، ولا هي التي تخيلها المهاجرون الأوائل كرحلة مؤقتة".
ظل هاجس محمد أن يؤسس نفسه قبل الثلاثين. ويقول "انتقلت لدراسة مهنة النجارة لأن دخلها جيد وتخرجت منها كمعلم. عملت في شركة دنماركية، واجهت التمييز والعنصرية المبطنة، بتعليقات ممازحة وتحميلي مسؤولية خراب وفقدان أشياء ونظرة متشككة. أزعجني بحث أصحاب البيوت عن زميلي الدنماركي لسؤاله عن شيء لتجنبي مهنياً. فكرت بيني وبين نفسي بأن هناك خطأ يحصل. لذا أسست شركتي الخاصة، وطبعت على سيارات العمل اسمي (محمد عبد الكريم للنجارة)، اتصالات الزبائن لم تتناسب وزيارة الموقع، بحسب شركة التخديم الإلكتروني. نصحني صديق دنماركي بإزالة اسم محمد عبد الكريم لأرى ما سيحدث، انهالت علي بعدها الاتصالات للعمل ووظفت الكثيرين، وفكرت عندها: هل فعلاً اسم محمد معيق إلى هذه الدرجة؟".
لمعت لمحمد فكرة قبل أكثر من 3 سنوات "لماذا لا أفتتح مع صديق طفولتي الفيتنامي مطبخاً يابانياً للسوشي؟". وضع خطته وأمواله رهن مشروعه الذي درسه مع مختصين في السوق "فلسطيني يدخل مجال السوشي؟ كان غريباً للبعض. درست أيضاً واستخرجت الموافقات الصحية والبلدية وخضت التجربة باندفاع".
رحلته مع السوشي أخذته إلى اليابان أيضاً ليعود ويصبح مثار حديث الصحافة المحلية عن "محمد الذي قالوا إنه سينتهي عاطلاً عن العمل يوظف اليوم عشرات الدنماركيين ويدرب اللاجئين من سورية".
وتقديراً له، أطلقت في مدينته جائزة تسمى "جائزة محمد السنوية للمشاريع الناجحة"، وتمنح لكل من يثابر وينجح في إطلاق مشروع ما". ورغم معارضة البعض أن يكون اسم "محمد" هو اسم جائزة سنوية إلا أن الصحافة المحلية تعاملت معها بايجابية أكثر وعلى الصفحة الأولى، مقدمة نبذة عن قصة "الفلسطيني الدنماركي الناجح".
لدى محمد اليوم سيارات مطابخ متنقلة. بعد 3 سنوات حصل على 5 نجوم تقييماً، مع الإشارة دائماً إلى "الفلسطيني الدنماركي الذي يتفوق على غيره في آرهوس".
شارك في دورات ببرشلونة عن تسيير الأعمال وتمويل المشاريع، وهو اليوم واحد ممن يدفعون بالمشاريع الشبابية. وأنتج المخرج الدنماركي، سورن ماركسون، هذا العام فيلماً بعنوان "بيروت ذهاباً وإياباً" تناول فيه قصة محمد وشابين فلسطينيين آخرين عن النجاحات التي حققوها ومن زاوية هؤلاء الشبان الذين صور مع بعضهم في بيروت "رفض فكرة الإقامة المؤقتة" و"الكفاح لأجل إثبات الذات في الغربة وإظهار تلك الطاقات الرائعة، كما يقول ماركسون لـ"العربي الجديد" عن دوافعه في إخراج وإنتاج هذا الفيلم الوثائقي.
يقول محمد "ما يعنيني اليوم، وأنا في منتصف الثلاثينات، أني لم أنته إلى حيث توقعه لي قبل 18 سنة تقريباً زملائي. كل أملي أن أرى هؤلاء من أبناء المهجر أن يعيشوا منسجمين مع أنفسهم ويحققوا ذاتهم بدون أوهام ما يخطه الآخرون لهم".