المرأة اللبنانية على امتداد الوطن من جنوبه إلى شماله ومن ساحله إلى بقاعه، تطالب بالوظيفة والتعليم والطبابة والجنسية لأبنائها وحضانة أطفالها، وتحسين شروط العيش حتى لا يهاجر أبناؤها، وسلسلة تطول من المطالب المزمنة والمعلقة عن قصد. والشعارات التي رفعتها النساء أصدق دليل على أنها من صلب الحراك وليست تابعة له.
قضايا جوهرية وغبن وحرمان وانتهاك للحقوق مضاعف أصاب ويصيب المرأة اللبنانية، عانت وتعاني من البطالة وعدم المساواة بالأجور إذا وجدت عملاً. عانت ولا تزال في التعليم لأن حرب السلطة ضد التعليم الرسمي والإصرار على تهميشه منذ عقود تدفع ثمنه على حساب مستقبلها. عانت وتعاني من التمييز في الحقوق من القوانين المدنية والدينية على حدّ سواء، وغير ذلك الكثير.
— 🐟 (@mhmdussif) ١٩ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
نساء لبنان بأغلبيتهن يجرجرن القهر منذ ما بعد الحرب الأهلية التي أعقبتها حروب كثيرة، فاللبنانية أماً وأختاً وابنة وطفلة صغيرة حملت وتحملت أخطاء ومساوئ وقمع السلطات على أنواعها من مؤسسات الحكم ومن الأحزاب والتيارات داخلها وخارجها على حدّ سواء.
— Maissy🍒 (@maissy_kassouf) October 21, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
نساء لبنان تنوع فريد
لبنان الموزاييك متعدد المشارب والانتماءات والأفكار، خليط من الطوائف والمذاهب والأقليات والأحزاب، لا نظير له في محيطه العربي، لذلك يحوي تنوعاً في القلب وفي الصورة الخارجية أيضاً. وأظهرت نساء لبنان اليوم بحضورها المتنوع والمتميز، أن اختلاف الانتماءات لا يمنع من الوقوف معاً والاتفاق على جوهر المطالب التي تبني قواعد وأسس الوطن الذي يحمي أبناءه.
حس الحماية والدعم شغل المشاركات في الحراك، وهذا ما نقلته شهادات المشاركين في المظاهرات في أول أيامها، حين تصدت لهم قوى الأمن وحاولت إخراجهم من الشوارع. تعلمن الدرس سريعاً ووقفن سداً بين القوات الأمنية والمتظاهرين، ليكن الحاجز المانع للعنف ولحماية الشبان من الضرب والاعتقال.
— Haifa (@daoudhaifa) ١٩ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
والصور المنقولة عبر الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي من ساحات المظاهرات، تركز على النساء المشاركات في تنظيف الشوارع صباحاً قبل بدء موجة المظاهرات اليومية، واللاتي يكتبن الشعارات ويهتفن ويحضرن الأكل والماء وينغمسن في قلب الانتفاضة.
— Sandra Geahchan (@SandraGeahchan) October 21, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
مطالب وحقوق
تنوعت الصرخات والمطالب وليست شهادات النساء سوى نموذج لبعضها، رأينا وسمعنا بعضها إن بنبرة حادة أو بطريقة خفيفة الظل أو ببكاء وغصة، وكلها اختصرت وجع اللبنانيين الذي ما عاد مقبولاً أو يحتمل. تحدثت النساء بالسياسة والأمن والاقتصاد والمعيشة والتعليم والصحة وكل الضمانات ولم تستثن أبداً النظام الطائفي الذي بني على أساس تفريق الناس إلى شعوب ومجموعات داخل الوطن الواحد.
— ي🌻 (@itssyaraa) ١٩ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
كمّ هائل من الشهادات النسائية التي عُرضت على الملأ أمام كل اللبنانيين والعالم بأسره. شرّحت الواقع المؤلم وبأساليب متنوعة، تلقفها الناس وشعروا بمرارتها، فكلام الأمهات له وقع في الآذان ويمتد صداه بعيداً.
|
الهم المعيشي هو الحمل الأكبر على كاهل الأمهات خصوصاً، عليهن تدبر شؤون العيش اليومي ولقمة الأبناء مهما قلّ المدخول، وحتى إذا انقطع. غلاء الأسعار والبطالة والفقر وعيش مئات آلاف الأسر تحت خط الفقر في لبنان، كلها أسباب تترك المرأة في إحباط شديد.
— 🦂Vimto🦂 (@Vimto00234) ١٨ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
نساء كثيرات على امتداد ساحات الوطن صرخن للمطالبة بحق حضانة أطفالهن. يحاربن منذ سنوات ظلم القوانين المتعلقة بالزواج والعنف الأسري، ويطالبن بتعديل القوانين التي تخفف الأحكام التي تنزل بقاتلي زوجاتهم وبناتهم تحت عنوان "جرائم الشرف" والتي عدّلت أخيراً، وجور المحاكم الدينية وحرمانهن من احتضان أطفالهن عند وقوع الطلاق.
تخاف النساء من هجرة أبنائها والحرقة في قلوبهن على بلد لا يترك لأولادهن فرصة البقاء فيه، يتعلمون ويتخرجون ويظلون سنوات عاطلين من العمل، أفقهم مسدود ولا يجدون الخلاص إلا في بلدان أخرى. والقلة منهم التي تنجح في الحصول على الفيزا إلى أي بلد أجنبي، يأملون في أن يجدوا في الغربة من يقدر إمكاناتهم ويحقق طموحاتهم، يغادرون ليكونوا سنداً لأهلهم الباقين في لبنان، يعينونهم في شيخوختهم لأن الدولة متخلية عن ضمانهم ورعايتهم صحياً واجتماعيا. فالمسنات في لبنان مثل كل المسنين لا حماية لهن بحجة عجز الموازنة، في حين أن المال يهدر ويسرق بخلاف القانون ولا من يردع.
— mohammad moussa (@mouhammad_mousa) ١٨ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— ⎊gh!da⎊ 💚💙 (@GMaanieh) October 21, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ولا تزال اللبنانيات حتى اليوم منذ أكثر من ثلاثة عقود يطالبن بالكشف عن أبنائهن المخطوفين والمفقودين. حاربت النساء بدون كلل ولا ملل وتابعن هذا الملف دون الوصول إلى نتائج ملموسة أو سماع اعتراف صريح بالمسؤولية عمّا جرى. غصة أخرى تضاف إلى غصات الأمهات والزوجات والبنات على فقدان عزيز وغالٍ لم يكشف مصيره حتى اليوم. أصابع الاتهام توجه نحو أسماء بعينها لكن الحكومات المتعاقبة أهملت هذا الملف الذي لو وصل إلى خواتيمه يدمل جرحاً غائراً ينزف بدون توقف.
— Sarah Chehab (@SaraChehab0) ١٨ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
اللبنانيات في المهجر
تلعب المرأة في المهجر دوراً أساسياً في دعم لبنان، إن بطريقة مباشرة أو غير مباشرة. تتعلم وتتوظف وفي النهاية ترسل الدعم المالي مثلها مثل الرجل تماماً لأسرتها حتى تتمكن الأخيرة من سداد تكاليف معيشتها وطبابتها وإلى ما هنالك.
والحراك اليوم أعطى للجيل الجديد من اللبنانيين واللبنانيات في الغربة صورة أخرى عن لبنان، صورة تغيير محتملة مدتهم بالأمل بأن العودة قد تكون واردة يوماً ما. ومهما اختلفت أشكال الدعم فإن المظاهرات في دول الاغتراب أمام السفارات اللبنانية في عواصم العالم سند كبير وأساسي يساعد على وصول صوت المتظاهرين بخطوات أسرع حول العالم.
— Misho Richa (@MishoRicha) October 20, 2019 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
دعم نسائي عربي
وفي المقابل، ترفع المرأة اللبنانية التحية للنساء اللاجئات في لبنان السوريات والفلسطينيات، رداً على السلطة الطائفية التي شوهت نظرة اللبناني للآخر، والتي اجتهدت في إقناعهم بأن ضعف لبنان باستضافته لهم، للتستر على فسادها ونهبها لمقدرات البلد وإفقاره وإضعافه.
كما بادلت النساء في الوطن العربي التحية على أمل أن تحيا الشعوب العربية لحظات تغيير فعلية، فالجيل العربي الشاب يريد كسر الحواجز التي تمنعه من جعل بلدانه دولاً تحترم حقوق الإنسان وتوفر لهم مكاناً لائقاً للعيش فيها بشروط آدمية، وتحررهم من التسلط وتتيح لهم المزيد من الحريات.
— Mlayhi Ghassen (@MlayhiG) ٢١ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
— شجاعية (@shejae3a) ١٨ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويبقى الحراك في أحد وجوهه منفساً ومساحة للحرية والتعبير على اختلاف أشكاله. تتشارك النساء الرقص والغناء وتسترق لحظات فرح لأن قلوبهن اليوم مليئة بالأمل عسى الانتفاضة تصل بهنّ إلى برّ الأمان الذي ينشدنه جميعاً أسوة بكل اللبنانيين.
— Dr. Ghina Abbas (@ghinaabbas1) ٢١ أكتوبر ٢٠١٩ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|