المصالحة إلى أين

07 أكتوبر 2017
لا يزال مبكراً الخوض في حسابات الربح والخسارة(عبدالحكيم أبورياش)
+ الخط -
ليس من السهل الحكم منذ الآن على المصالحة الفلسطينية بعد زيارة حكومة الوفاق برئاسة رامي الحمد الله إلى غزة الأسبوع الماضي، إذ لا تزال كثير من ملفاتها معلقة أو على الأقل غير معلنة لجهة ما تم الاتفاق بشأنه بين الطرفين الفلسطينيين، ومع الراعي المعلن لهذه المصالحة، وهو نظام الانقلاب في مصر، الشريك السابق في الحصار على غزة مع إسرائيل.

ولا يزال مبكراً الخوض في حسابات الربح والخسارة لأي من الفريقين الفلسطينيين، مقابل المكسب الرئيسي للنظام المصري، الذي يكرّس نفسه بموافقة الطرفين، لاعباً رئيساً في مستقبل التحركات الإقليمية وربما الدولية المقبلة، خصوصاً مع تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعتزم طرح مبادرته قريباً، وأن إسرائيل لن تقبل بأن تكون المصالحة على حسابها.

 

واضح للجميع أن توحيد كلمة الشعب الفلسطيني في المرحلة الحالية للانطلاق لوضع حد للحصار على غزة، هو أول فعل فلسطيني حقيقي، في حال كتب له النجاح، ينقل الشعب الفلسطيني من دائرة رد الفعل والاستجداء إلى دائرة المبادرة، ولو كانت أولية نحو محاولة توحيد الصف الفلسطيني أملاً في الخروج بموقف موحد، يتيح لهذا الشعب أن يقف على قدميه مجدداً عله يستطيع مواجهة ما هو آت.

مع ذلك لا يمكن التعويل فقط على النوايا والخطوات المعلنة لغاية الآن، ما لم يتم وضع برنامج فلسطيني حقيقي هدفه الأول تكريس الوحدة والمصالحة فعلاً وليس فقط شعاراتياً، والانتقال لخطوات فعلية في بناء تصور لموقف فلسطيني لما هو قادم.

 

السؤال الذي يطرح نفسه هو ما هو حجم الدور الذي منحه الطرفان لمصر، في أي تحرك مقبل، وهل لا تزال هناك خطوط فلسطينية حمراء ترفض "صفقة القرن" ومبادرات الحل الإقليمي، وتبقي بأيدي الفلسطينيين أنفسهم أدوات لتعافي الوضع الاقتصادي والاجتماعي في قطاع غزة، وفتح الطريق أمام إعادة الإعمار، من دون أن يعني ذلك انكساراً فلسطينياً كلياً أمام مصر أو الولايات المتحدة وإسرائيل في مرحلة الحديث المقبلة عن الحل الإقليمي.

بكلمات أخرى، هل ستكون المصالحة تتويجاً لكسر روح المقاومة ومبادلتها بمعادلة الأمن لإسرائيل والولاء لمصر السيسي مقابل الغذاء لغزة والشرعية لعباس وكفى الله المؤمنين شر القتال، أم أنها ستكون خطوة في مسيرة المليون ميل نحو إعادة الروح للشعب الفلسطيني وإضاءة معالم طريقه نحو الحرية والاستقلال؟