وأكدت كاتبة الدولة لدى وزير السياحة، لمياء بوطالب، مساء أمس الأربعاء، في مؤتمر نظمته الغرفة التجارية البريطانية في الدار البيضاء، أن مؤتمراً سيعقد في 2 إبريل/ نيسان المقبل بمدينة أغادير من أجل الكشف عن خارطة طريق لتحقيق ذلك الهدف.
وشددت على أن هدف المغرب جذب 20 مليون سائح ما زال قائماً على المدى المتوسط، غير أنها شددت على أن الهدف المتوخى في العام 2021، يتمثل ببلوغ 15 مليون سائح.
وأوضحت بوطالب أن القطاع السياحي يخلق 15 ألف فرصة عمل، مشيرة إلى أن السياحة والصناعة التقليدية توفران أكبر عدد من فرص العمل في المغرب.
ويرى رئيس المرصد المغربي للسياحة، سعيد موحيد، أن جذب 15 مليون سائح ممكن في الأعوام الأربعة المقبلة، خاصة أن عددهم زاد مليوناً العام الماضي، ليرتفع إلى 11.3 مليون سائح، معتبراً أن زيادة سنوية بنسبة 7% في عدد السياح الوافدين إلى المملكة ستمكن البلد من بلوغ هدفه.
بوطالب أشارت إلى أن المغرب ينتمي إلى نادي الدول التي تجذب أكثر من 10 ملايين سائح سنوياً، وقالت إن السياحة توفر للمغرب الكثير من الإيرادات، التي قفزت العام الماضي إلى 7 مليارات دولار، بعدما استقرت في حدود 6.5 مليارات دولار في العام الذي قبله، بحسب بيانات مكتب الصرف، وهي إيرادات يعول عليها المغرب لدعم رصيده من النقد الأجنبي.
وترى بوطالب أن الأجواء المفتوحة هي التي أتاحت للمغرب بلوغ عدد السياحي الحالي، مشددة على ضرورة المضي في تحرير الأجواء، مع الأخذ في الاعتبار وضع الخطوط الملكية المغربية، وتعتبر أن حل معادلة الأجواء المفتوحة ومراعاة مصالح الناقلة الوطنية صعب، غير أنها شددت على أن السياحة مهمة قبل كل شيء.
وتراهن وزارة السياحة المغربية على التوجه إلى الشركات السياحية الكبيرة التي تتوفر على طائرات ويمكنها جذب السياح إلى المغرب، مشيرة إلى أن 4 شركات من هذا الحجم تمثل حوالي 80% من السوق الأوروبية.
وترنو الحكومة إلى بث الروح في الاستثمارات في قطاع السياحة، خاصة في ظل استنكاف المصارف عن تمويلها. وهذا ما يدفع كاتبة الدولة في السياحة، إلى الالتزام بإحداث صندوق من أجل معالجة مشكلة القروض التي توجد في ذمة المستثمرين في السياحة تجاه المصارف.
غير أن المسؤولة الحكومية التي تتولى أمر السياحة، ترى أنه لا يمكن دفع المستثمرين إلى تشييد فنادق وتحمل تكاليف جبائية وأجور، في الوقت الذي تتعرض فيه الفنادق للمنافسة من مؤجري الغرف والشقق.
ويدعو العاملون في قطاع السياحة المغربي إلى أخذ رأيهم في البرامج التي يراد من ورائها إعطاء دفعة قوية للقطاع السياحي، ورصد الإمكانات المالية للترويج للمنتج السياحي المغربي، والتوجه نحو أسواق غير تلك التقليدية في أوروبا.
وتعتبر الفيدرالية الوطنية للسياحة أنه يمكن جذب 20 مليون سائح، إذا ما وفر المغرب ما يكفي من الفنادق، حيث يعتقد المهنيون أنه يمكن تشييد 500 فندق على امتداد الشاطئ، إذا ساعدتهم الدولة.
ويسعى المغرب إلى عدم الارتهان للأسواق التقليدية مثل فرنسا، حيث يعول على جذب سياح من روسيا والصين والبرازيل والهند، بهدف تدارك التأخر الحاصل في الاستراتيجية الوطنية للسياحة.
ويعتبر المكتب الوطني المغربي للسياحة أن بلوغ هدف 20 مليون سائح يستدعي البحث عن أسواق مصدرة أخرى غير السوق الفرنسية التي يمثل رعاياها 35% من السياح.