وتعد المقاهي في مصر الملاذ الكبير للكثير من المواطنين في التسالي والسهر، ويفضل عدد من المواطنين "كوب الشاي" في المقهى على المنزل، وفي رمضان يتهاوى المصريون جماعات أو فرادى إلى أقرب مقهى بعد الانتهاء من وجبة الإفطار حتى قرب السحور، حيث تعوّض تلك المقاهي على أصحابها توقُّف العمل بها نهار الصيام بسبب غلقها.
وتكتظ الطاولات ويتزاحم الزبائن، وآخرهم لا يجد لا كرسياً ولا طاولة، خاصة في المناطق الشعبية، حيث معظمهم يعرف الآخر أو على علاقة صداقة به، فيما لا يتوقف "صاحب القهوة" عن السرعة في الاستجابة لطلبات الزبائن، حيث تتمحور غالبية الطلبات بين القهوة والشاي وبعض أنواع العصائر والشيشة ولعب الطاولة والشطرنج. وتتطاول مقاهي الشوارع الكبرى في المدن على الرصيف، ليجد العابرون من المارة صعوبة في اختراق الشارع، ويتحول الشارع برصيفه إلى ملحق بالمقهى.
وتعد مقاهي الحسين، بوسط القاهرة، الأكثر شهرة مقارنة بباقي المقاهي، حيث يوجد بها "مقهى الفيشاوي"، كما توجد مقاهٍ كبيرة أخرى في القاهرة، منها زهرة البستان، وريش، والحرية، والندوة الثقافية، أم كلثوم، وبعرة، وفينيكس، والمشير، والزهراء.
كما توجد العديد من الكافيهات الحديثة في عدد من الأحياء الراقية، مثل المهندسين والقاهرة الجديدة والمعادي يتردد إليها "علية القوم" بسبب ارتفاع أسعار مشاربها.
أحمد عبد الفتاح، صاحب مقهى، أكد أن أول قرار اتخذه مع بداية رمضان، هو عدم وضع أكثر من ملعقتي سكر ونصف بأكواب الشاي، وهذا القرار سارٍ على جميع الزبائن حتى من محبي الشاي "سكر زيادة"، مؤكداً أن القرار جاء بسبب أسعار السكر التي أصبحت "نار"، موضحاً "كنا نحط السكر في علب قدام الزبائن"، لكن هذا الوضع تغير. وأضاف أن رفع سعر "كوب الشاي" إلى خمسة جنيهات أدى إلى قيام الكثير من الزبائن بتخفيض عدد مشروباتهم.
أما سعد فتحي، صاحب مقهى آخر، فيوضح أنه ألغى تماما فكرة "سكر بره" التي اشتهر بها وسط زبائنه: "خلاص ما عدش فيه سكر بره، أي زبون معلقة واحدة، ووقفنا تقديم القهوة الزيادة واللي بنقدمه قهوة مظبوط بس".
من جانبهم، أعلن عدد من رواد المقاهي تضامنهم مع قرارات أصحاب المقاهي "مفيش سكر زيادة" بسبب الغلاء، مؤكدين أن الجلوس "على القهوة في ليالي رمضان" له مذاق خاص، وأنهم أمام ارتفاع الأسعار قللوا من المشروبات.
وقال حسن إمام، مالك أحد المقاهي، إنه قام برفع أسعار المشاريب قبل أيام من حلول شهر رمضان بسبب زيادة الإقبال على الطلبات، وزيادة أسعار السكر، موضحاً أن تقليل نسبة السكر في الشاي والمشاريب الساخنة أغضب بعض الزبائن والآخر قدّر الظروف، وخاصة أن هذا الأمر تم اتخاذه في كافة المقاهي الشعبية الموجودة في المحافظات التي يتأثر زبائنها بزيادة الأسعار بخلاف الكافيهات الموجودة في الأحياء الراقية حيث رفْع أسعارها لا يؤثر كثيراً على المترددين إليها.