رغم الاحتجاجات الشعبية التي شارك فيها عشرات الآلاف من البريطانيين، مساء أمس السبت، في قلب العاصمة لندن احتجاجاً على سياسة "التقشف"، التي تتجه الحكومة لاعتمادها، أعلنت حكومة المحافظين برئاسة ديفيد كاميرون، اليوم الأحد، مضيها في تطبيق تخفيضات كبيرة على ميزانية الرعاية الاجتماعية.
وقال وزير المالية البريطاني، جورج أوزبورن، اليوم الأحد، إنه سيمضي قدماً في تطبيق تخفيضات كبيرة في ميزانية الرعاية الاجتماعية، فيما قال وزير التأمينات الاجتماعية البريطاني، أوزبورن وأيان دانكان سميث، إن حكومة المحافظين، التي أعيد انتخابها حديثاً، ستمضي قدماً في خطط خفض ميزانية التأمينات الاجتماعية بنحو 12 مليار جنيه (19 مليار دولار) من ميزانية سنوية يبلغ حجمها 220 مليار جنيه تشمل معاشات كبار السن.
وتواجه حكومة ديفيد كاميرون أول تحرك شعبي منذ فوزها في الانتخابات يوم 7 مايو/أيار الماضي، وذلك بعد إعلان خفض ميزانية الرعاية الاجتماعية والاتجاه نحو التقشف.
وقال المسؤول في مجموعة "مجلس الشعب" الداعية للتحرك، سام فيربيرن، إن هذه التظاهرة تشير إلى :"بداية حملة احتجاج وإضرابات وخطوات مباشرة وعصيان مدني في جميع أنحاء البلاد".
وبحسب صحافي من وكالة "فرانس برس"، فإن التظاهرة انطلقت من أمام البنك البريطاني في قلب المدينة حيث الحي التجاري في العاصمة، في أجواء احتفالية واتجهت إلى مبنى البرلمان في ويستمنستر.
وقال المنظمون إن نحو 250 ألف شخص شاركوا في التظاهرة، فيما أشارت الشرطة إلى أن المسيرة لم تشهد عنفاً أو اعتقالات، وأعلن المنظمون إن التخفيضات غير ضرورية وستؤدي إلى تفاقم عدم المساواة.
اقرأ أيضاً: انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيكبدها مليارات الدولارات
وكانت وسائل الإعلام البريطانية قد ذكرت سابقاً أن أوزبورون يتعرض لضغوط من زملائه لوقف التخفيضات، التي من المرجح أن يتأثر بها بشكل كبير أصحاب الدخول المنخفضة.
وأشارت تقارير إخبارية منفصلة، اليوم الأحد، إلى مطالب أخرى من أوزبورن للإنفاق على الدفاع والمساعدات الخارجية قبل بيان الميزانية الذي يلقيه وزير المالية البريطاني في الثامن من يوليو/تموز القادم.
وقال أوزبورون ودانكان:"سنحدد بالتفصيل كل الخطوات التي سنتخذها لجعل مجمل المدخرات يصل إلى 12 مليار جنيه سنوياً في ميزانية الشهر المقبل وخلال مراجعة الإنفاق في الخريف.. كبداية سنخفض الحد الأقصى للمزايا وقد أوضحنا أننا نعتقد أننا بحاجة إلى تحقيق مدخرات كبيرة من مزايا سن العمل".
وبحسب وكالة "رويترز" فإن العجز في الميزانية البريطانية يبلغ حالياً أقل من 5% من إجمالي الناتج المحلي، وهو معدل أكبر من كل الاقتصاديات المتقدمة.
وحث بيل غيتس، مؤسس مايكروسوفت في صحيفة صنداي تلجراف الحكومة البريطانية على الالتزام بتعهدها بإنفاق 0.7% من إجمالي الناتج العام على المساعدات الخارجية التي يرى بعض النواب المحافظين إنه سيكون من الأفضل إنفاق هذا المبلغ في الداخل.
وفي نفس الصحيفة قال مايكل فالون وزير الدفاع البريطاني إن القوات المسلحة البريطانية مازال لديها موارد كافية رغم التخفيضات في ميزانيتها التي يبلغ حجمها 34 مليار جنيه وأن العالم: "سيصبح مكاناً أكثر ظلاماً بسبب تهديدات روسيا وتنظيم الدولة الإسلامية".
اقرأ أيضاً: حزب العمال البريطاني يتعهد بإلغاء امتيازات ضريبية للأغنياء