احتفل التونسيون بمرور 119 عاماً على ميلاد أكبر معمرة تونسية، الخالة ساسية روابح، أصيلة محافظة قفصة جنوب شرق تونس، وتمنى لها جيرانها ونشطاء العمر المديد وموفور الصحة.
واحتفل جيران الخالة ساسية روابح وأحفادها وأبناؤها بعيد ميلادها، كذلك زارها مسؤولون محليون توافدوا إلى قريتها باطن العيش في محافظة قفصة.
وأحضر الجيران والأهالي للخالة ساسية روابح كعكة العيد كتبوا عليها "عيد ميلاد سعيد، 119 عاما".
وقال عمدة منطقة قصر قفصة كريم عبادة، إن الخالة ساسية من رموز المنطقة عرفت بدماثة أخلاقها وطيبتها وحب الجيران لها، مشيرا إلى أن زيارتها متواصلة.
وأضاف عبادة لـ"العربي الجديد" أن الخالة روابح احتفلت يوم 15 يونيو/حزيران بعيد ميلادها الـ 119 كما تبين أوراق ثبوتها الرسمية أنها من مواليد عام 1900، مرجحا أن يبلغ عمرها الحقيقي 125 عاماً، إذ نقل أهلها أنه تم تسجيلها فعليا بعد 6 سنوات من تاريخ ميلادها الفعلي.
ولفت عمدة الجهة إلى أن الخالة ساسية تمر بوعكة صحية، وعادها الجيران متمنين لها الشفاء العاجل، وأن تعود إلى كامل صحتها.
وواكبت الخالة ساسية روابح، التي اتفق على أنها أكبر معمرة تونسية، مختلف المحطات التي مرت بها البلاد. وعايشت فترة حكم بايات تونس (فترة الملكية) وفترة الاستعمار الفرنسي لتونس وهي شابة، ثم شهدت فترة معركة التحرير وتحقيق الاستقلال، وفترة بناء الدولة الحديثة زمن حكم الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى قيام الثورة في 2011.
وعاشت روابح تحت حكم 5 رؤساء تعاقبوا على رئاسة تونس منذ حكم آخر بايات تونس، كما عايشت عشرين حكومة متعاقبة منذ ميلادها لتكون بذلك شاهدا على العصر بلا منازع.
ويطلق أبناء قفصة عليها لقب "المجاهدة" نسبة لمشاركتها في حرب التحرير والاستقلال، إذ كانت تمد المجاهدين في جبل عرباطة بقفصة بالمؤن والعتاد، كما ساهمت من موقعها بحسب رواية الأهالي في معارك بارزة.
وعايشت روابح أحداث قفصة الشهيرة عام 1880 وكانت ترويها لأبنائها وأبناء الجيران تحدثهم عن المعركة والصراع بين قوات الجيش وفرق الكومندوس حتى تمكنت السلطات التونسية من استعادة المنطقة بعد محاولة انقلاب على الحكم القائم، وانتهت بتأزم العلاقات التونسية الليبية.