كلّ هذا القتل والدمار في المدينة دفع الكثير من الفنانين السوريين إلى التعبير عن معاناتها ومعاناة أهلها، من خلال أغانٍ حكت بلسان ملايين السوريين.
إذ غنّى الفنان السوري عبد الكريم حمدان، مسقط رأسه من خلال موال "حلب يا نبع من الألم" في برنامج "أراب آيدول" في عام 2013. وكتب حمدان الموال ولحّنه بنفسه، وأدّاه حينها بتأثر بالغ أبكى الحاضرين، خاصة أن أكثر من 30 شهيداً من عائلته سقطوا فيها. وحصد أكثر من 12 مليون مشاهدة على موقع "يوتيوب".
كما قدّم الفنان السوري علي بوشناق، أغنية "اشتاقتلكون حلب" في عام 2013، وأهدى الأغنية إلى "كل شهيد رحل عن أرضه، وكل مغترب ابتعد عن أهله، وكل نازح نزح عن بيته، وإلى كل مشتاق...".
وحققت الأغنيتان المذكورتان شهرة واسعة، لكن الفنانين المؤيدين للنظام السوري أدلوا بدلوهم في هذا المجال أيضاً، فتباكوا على المدينة المنكوبة، ودعوا إلى إعادة إعمارها، وتغنوا بأيام مجدها، متجاهلين، بكل وقاحة، حقيقة أنهم مؤيدون لنظام دمّر المدينة فوق رؤوس أهلها ولا يزال.
فغازلت الفنانة السورية ميادة بسيليس، مدينتها حلب في أغنية "يا قمر حلب هدي" من ألبوم "إلى أمي وأرضي" في عام 2013، وتغنت بمباني القلعة الأثرية وبأبرز رموزها، علماً أنها غنت الرئيس السوري بشار الأسد أيضاً. وغنى الفنان السوري مجد العلي، أغنية "ارفعي راسك يا حلب"، ويملك العلي في رصيده أغنيات عدّة في مديح الأسد والأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
وقد يكون مثيراً للسخرية أن أغنية "سكة حلب" للفنان السوري حسام جنيد هي أشهر هذه الأغاني كلها، ويتباكى جنيد في أغنيته على مصير حلب، ويدعو إلى استعادة "عيد المدينة القديم"، قائلاً: "ﻣﻬﻤﺎ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻌﻴﺪ ﺑﻌﻴﺪ ﺭﺡ ﻳﺮﺟﻊ ﻭﺍﻟﻤﺎﺿﻲ يعيد". جنيد لا يفوت أي فرصة للدفاع عن نظام الأسد، ووسم الثورة بالدمار والتخريب. وطبعاً، لا تكتمل الحملة الترويجية للنظام السوري، من دون أن يغني جنيد أكثر من أغنية للأسد، مثل أغنية "علّي راسك يا أسد" الذي "لولاه لكانت أرضي محتلة".
(العربي الجديد)