قال رئيس لجنة تنسيق دخول البضائع إلى قطاع غزة، رائد فتوح، إن الاحتلال سمح، اليوم الثلاثاء، بإدخال أول دفعة من مواد البناء المخصصة لإعمار غزة، بمعدل 75 شاحنة محملة بنحو 3000 طن من مواد البناء، موزعة على 15 شاحنة أسمنت و10 شاحنات حديد و50 شاحنة حصمة بناء، مشيراً إلى أن الاحتلال لم يبلغهم بعدد الشاحنات التي ستدخل يومياً.
ودخلت شاحنات مواد البناء بإشراف لجان من الأمم المتحدة وبحسب فتوح فإن اللجان، ستتابع باستمرار عملية إدخال مستلزمات البناء عبر معبر كرم أبو سالم جنوب شرق القطاع، والذي يعد الممر التجاري الوحيد مع القطاع المحاصر منذ ثماني سنوات، في ظل إغلاق الاحتلال لثلاثة منافذ أخرى.
وأضاف فتوح أن لجان من وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" هي التي ستشرف على توزيع مواد البناء على المتضررين، وأن الاحتلال سمح بإدخال 430 شاحنة محملة ببضائع للقطاع التجاري والزراعي ومساعدات، وأيضاً شاحنات محملة بالوقود.
وأوضح الخبير الاقتصادي، ماهر الطباع، في تصريحات لـ" العربي الجديد" إن كميات مواد البناء التي دخلت للقطاع اليوم، تشكل نحو 18% من احتياجات القطاع اليومية من مستلزمات البناء والتي تبلغ 400 شاحنة، محملة بالإسمنت والحديد، مشدداً على أهمية فتح كافة المعابر الحدودية لإنجاز عملية الإعمار في غضون خمس سنوات وإدخال كل احتياجات القطاع.
ويحتاج قطاع غزة في الوضع العادي لألف شاحنة يومياً من مختلف السلع والبضائع، لكن معبر كرم أبو سالم لا يستوعب دخول أكثر من 450 في اليوم لقدراته المحدودة.
ومنعت السلطات الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، تصدير منتجات زراعية مقدر وزنها بـ 14 طناً، بعد ساعات من موافقتها على إدخالها للضفة، للمرّة الأولى منذ عام 2007. وكان المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، الذي انعقد الأحد الماضي في القاهرة، قد استطاع جمع تعهدات بنحو 5.4 مليار دولار، نصفها لإعادة إعمار القطاع.
وتستهدف خطة إعادة الإعمار مساعدات إغاثية وإنسانية عاجلة، وإعادة بناء البنية التحتية، وإعادة النهوض بالقطاع الاقتصادي، ممثلاً بالزراعة والصناعة والتجارة والتشغيل وتشجيع الاستثمار.
وتعرض قطاع غزة، في نهاية 2008، لعدوان إسرائيلي استمر 23 يوماً، وبعد نحو شهر ونصف الشهر من انتهاء العدوان، اجتمعت نحو 70 دولة و16 منظمة إقليمية ودولية، وتعهد المانحون بدفع نحو 4.4 مليار دولار من أجل إعادة الإعمار لم تصل معظمها حتى الآن.