لا يبدو صناع الدراما والسينما والإعلانات في مصر مهمومين بمسألة رسم الشخصيات وتعقيدها والاكتفاء بدور فاعل لها في الأحداث أكبر من مساحتها وعدد مشاهدها. لذلك، فالكوميدي منها أقل انشغالاً بأمور مركبة كهذه. ترى ذلك بوضوح هذا العام مع شخصيات بالغة التسطيح بغرض الضحك السهل، وميل إلى تكرار فجّ لا يدرك سرعة الملل التي تصيب جمهوراً يبحث عن الجديد مع كل حركة إصبع على هاتفه.
عم ضياء
شخصية من بين ما جاء في رمضان لهذا العام استطاعت منذ الكلمات الأولى لها أن تجذب اهتمام وضحك المشاهدين، وتحول الأمر إلى "تريند" على وسائل التواصل الاجتماعي، وباتت عبارات "عم ضياء" اقتباسات و"ميمز" يتداولها ويتبادلها المشاهدون، وانساق هو الآخر وراء ذلك بظهور تلفزيوني وصحافي وإلكتروني للحديث الكثيف عن شخصيته الناجحة وما بذله من أجل تقديمها. شخصيَّة "عم ضياء" المتشائم طوال الوقت، القادر على تحويل أبسط حديث إلى خطبة عن الموت وسوء الحظ وإحباط محدثه بأقل مجهود، أدّاها محمد جمعة، وهو ممثل مسرحي ظهر في شخصية "فياض" ضمن أحداث مسلسل "هذا المساء"، ولفت الأنظار حينها بطريقة أدائه للشخصية ومفرداتها وملابسها. أتيحت له الفرصة هذا العام فشارك في أعمال أخرى، مثل أبو عمر المصري، لكن الشخصية التي نافس بها أكرم حسني وأحمد أمين في مسلسلهما "الوصية" كانت الأنجح هذا العام. وهو ما دفع صناع العمل إلى زيادة مساحة دوره، والمبالغة في توظيف ذلك النجاح بشكل جعل هذا الإعجاب بالشخصية يتحول إلى استياء من الخواء الواضح في كتابة الحلقات المستمرة أثناء العرض، ولذي يجعل الصناع يزيدون مساحة دور أعجب الجمهور على الشاشة.
شيرين رضا في نفس الدور
الأمر نفسه يحدث مع الممثلة، شيرين رضا، التي عادت من الغياب عن السينما والدراما في مسلسل "بدون ذكر أسماء"، وأدت فيه دور صحافية تستغل طمع صحافي شاب، وتساعده مقابل علاقة جنسية. وسرعان ما باتت تتكرر هذا الدور في كل الأعمال التي قدّمتها بعد ذلك. إلا أن الإصرار على نفس الدور والمساحة لإعجاب الجمهور بها جعل ذلك التكرار يظهر تواضع إمكاناتها التمثيلية، ووقوفها هي الأخرى عند نفس المساحة التي يستسهل المخرجون الاستعانة بها لتؤديها، كما حدث في مسلسل "لا تطفئ الشمس"، وحتى في حملة إعلانية لمشروبات غازية.
يتكرر الأمر كذلك في الإعلانات. فالحملة الإعلانية لأحد البنوك خلال العام الماضي، كانت قائمة على شاب يعاني في أكثر من نسخة من عدم اهتمام عائلته والمحيطين به، ونجحت بشكل كبير. إلا أن الشركة عادت هذا العام بحملة أخرى ظنّاً منها أنها تستغل نجاح العام الماضي. إلا أن المستوى جاء أقل بكثير، وتحدث الجمهور علانية عن تشبعه من الفكرة التي يحاول الصنع ابتذالها حتى آخر لحظة.
دلالات
المساهمون
المزيد في منوعات