عائلة تتناول إفطار رمضان على أطلال منزلها في أريحا السورية

06 مايو 2020
CC59F308-D945-46C3-AE98-D2772FAA75FC
+ الخط -
بين ركام منزلهم بمدينة أريحا في شمال غرب سورية، اختار طارق أبو زياد وعائلته تناول وجبة الإفطار ليوم واحد في شهر رمضان، فوق أطلال منزل أقاموا فيه لسنوات طويلة، ويضمّ كل ذكرياتهم.
افترشت العائلة سجادة ملونة وضعت على سقف المنزل المدمّر، وسط حارة لم يسلم أي من أبنيتها من الدمار الكلي أو الجزئي في إحدى أبرز مدن محافظة إدلب. وأضفت السجادة التي طغى عليها اللون الأحمر لوناً من ألوان الحياة على الحيّ الخالي من سكانه، الذي بات عبارة عن أكوام حجارة متفرقة.
جلس طارق (29 سنة) مع والدته وشقيقته وزوجته وأطفالهما الأربعة على الأرض حول أطباق جاهزة أحضروها معهم، بينما كانوا يتناولون العصير في أكواب بلاستيكية. وقال طارق: "أحببنا أن نحيي يوماً من رمضان هنا، كما اعتدنا أن نفعل في كل سنة. عدنا فوجدنا الحارة مدمرة بشكل كامل".
وبات مشهد الدمار والبلدات الفارغة من سكانها عادياً خلال سنوات الحرب التسع التي تعصف بسورية منذ 2011، خصوصاً في محافظة إدلب التي تعرّضت لهجمات عدة خلال السنوات الأخيرة.
لم تخف سماح (50 سنة)، والدة طارق، تأثرها بالدمار من حولها. وقالت: "هذا أول رمضان لنا بعد النزوح، جئنا لنجتمع حول مائدة الإفطار في هذا المنزل كي نسترجع الذكريات القديمة. بعد النزوح والقصف والمعاناة التي مررنا بها، والشهداء الذين فقدناهم".
ونزحت العائلة عقب هجوم واسع شنّته قوات النظام بدعم روسي على مناطق في إدلب ومحيطها، في ديسمبر/ كانون الأول، وسبّب نزوح نحو مليون شخص خلال ثلاثة أشهر، وفق الأمم المتحدة.
وقالت سماح بغصّة: "في هذا اليوم من شهر رمضان، لم أستطع دخول المطبخ كي أُعدّ الطعام لإفطار العائلة، لأنه ليس هناك مطبخ من الأساس. هذه حارتنا وحارة أهلنا، هنا عشنا. لا نستطيع العيش في مكان آخر، ولا نستطيع أن نترك منازلنا. أنا لم أتحمل النزوح".
ويسري، منذ السادس من مارس/ آذار، وقف لإطلاق النار في المنطقة الواقعة تحت سيطرة "هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل أخرى. وبدأ عشرات الآلاف من النازحين العودة إلى بلداتهم، لكن العديد من المنازل غير قابلة للاستخدام بسبب الدمار الذي لحق بها.

دمر القصف الحارة كلها (عارف وتد/فرانس برس) 

(فرانس برس)

ذات صلة

الصورة
النازح السوري محمد معرزيتان، سبتمبر 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

يُواجه النازح السوري محمد معرزيتان مرض التقزّم وويلات النزوح وضيق الحال، ويقف عاجزاً عن تأمين الضروريات لأسرته التي تعيش داخل مخيم عشوائي قرب قرية حربنوش
الصورة
غارات جوية إسرائيلية على دمشق 21 يناير 2019 (Getty)

سياسة

قتل 16 شخصاً وجُرح 43 آخرون، في عدوان إسرائيلي واسع النطاق، ليل الأحد- الاثنين، على محيط مصياف بريف حماة وسط سورية.
الصورة
اختفى ولدا جورية دون ذنب (العربي الجديد)

مجتمع

لا تنحصر التأثيرات السلبية لجريمة الإخفاء القسري في البعد الجسدي للشخص عن عائلته، والحالة التي يُترك فيها أحباؤه، بل يضرب النسيج الاجتماعي أيضاً.
الصورة
الكفيف السوري حسن أحمد لطفو، أغسطس 2024 (العربي الجديد)

مجتمع

نال كفيف سوري الشهادة الثانوية العامة (البكالوريا)، أخيراً، بعد انقطاع عن التعليم دام 14 عاما، منذ بداية الثورة السورية، إذ تعرض لإصابة حرب عام 2016