08 مايو 2019
عن الأمثال وحاضرنا
فتاح المقطري (اليمن)
الأمثال هي الإرث الفكري والكنز المتبقي من تجارب الأسلاف؛ إذ بقيت تقاوم للبقاء في زمنٍ يحتاج فيه المرء إلى قاموس لغة كلاسيكي، لترجمة بعض الكلمات، خصوصا في الأمثال الشعبية التي تردّدها ألسن الأجيال، جيلا فجيلا، لأخذ العبر والعظات.
لم تأت تلك الأمثال إلا بمشقة، إذ هي نتاج ممارسة الأسلاف للاستنتاج والدراسة، فكانت تلك الأمثال، بعد مشقة، لتغدو حُكما يقتات منها الناس في كل زمان ومكان، فالأمثال هي تلك الخلاصات القادمة من ماض سحيق إلى حاضر لم يعد يشهد ميلاد أمثال؛ وهذا ما أعطاها آفاقا رحبة وخلودا، خصوصا الأمثال الشعبية التي يرددها الناس بكثرة في حياتهم اليومية؛ فتلك هي مكانة الأمثال الكبيرة؛ أن تبقى على ألسن الناس، وتتداول في حياتهم اليومية نشيدا حيا.
تداخلت الأمثال في كل مجالات الحياة، إذ بتنا نراها في السينما والأدب والشعر إلى جانب الحياة، إذ كثيرة هي القصائد والروايات والكتب والأبحاث التي تضم بين طياتها أمثالا مأخوذة من التراث الشفوي للشعوب.
ومن جماليات الأمثال العربية أنّ قسما منها يعبّر عن التراث وحياة الأجداد، وقسما آخر يعبّر عن الحكمة، وقسما آخر يعبر عن النكتة، ولنا في أمثال مثل "جنت على نفسها براقش" أو "لا بد من صنعاء ولو طال السفر"، وغيرها كثير، خير مثال على ذلك.
المثل الأخير (لا بد من صنعاء ولو طال السفر) يجدد ذاته اليوم، ويصير أهزوجة لعشاق الفجر الحالمين بالعودة أو الذهاب إلى عاصمة بلدهم الممزق. وبعيدا عن الخروج من لب الموضوع؛ فالأمثال قيلت وكتبت ودونت لأجل للبقاء؛ فهي في زمن الفوضى تبقى كخيط يربطنا بأسلافنا.
نحن أمام أمثال أصيلة للغة أصيلة، احتوت أمثال الأمم الأخرى وقدمتها الى دائرة الضوء، فاغتنت بها وتوسع بحرها، فحظيت الأمثال بالتدوين، خاصة الشعبية منها ، ليضاف خلودا إلى خلودها الأبدي، فالأمثال مثلها مثل الفنون التي جاءت في مقطع للشاعر العربي الكبير، محمود درويش، حين قال "هزمتك يا موت الفنون جميعا".
ختاما، الأمثال قد تكون عين الأجداد على حاضرنا، وحكمة حياتهم التي نستدل بها لنستمر بالحياة.
لم تأت تلك الأمثال إلا بمشقة، إذ هي نتاج ممارسة الأسلاف للاستنتاج والدراسة، فكانت تلك الأمثال، بعد مشقة، لتغدو حُكما يقتات منها الناس في كل زمان ومكان، فالأمثال هي تلك الخلاصات القادمة من ماض سحيق إلى حاضر لم يعد يشهد ميلاد أمثال؛ وهذا ما أعطاها آفاقا رحبة وخلودا، خصوصا الأمثال الشعبية التي يرددها الناس بكثرة في حياتهم اليومية؛ فتلك هي مكانة الأمثال الكبيرة؛ أن تبقى على ألسن الناس، وتتداول في حياتهم اليومية نشيدا حيا.
تداخلت الأمثال في كل مجالات الحياة، إذ بتنا نراها في السينما والأدب والشعر إلى جانب الحياة، إذ كثيرة هي القصائد والروايات والكتب والأبحاث التي تضم بين طياتها أمثالا مأخوذة من التراث الشفوي للشعوب.
ومن جماليات الأمثال العربية أنّ قسما منها يعبّر عن التراث وحياة الأجداد، وقسما آخر يعبّر عن الحكمة، وقسما آخر يعبر عن النكتة، ولنا في أمثال مثل "جنت على نفسها براقش" أو "لا بد من صنعاء ولو طال السفر"، وغيرها كثير، خير مثال على ذلك.
المثل الأخير (لا بد من صنعاء ولو طال السفر) يجدد ذاته اليوم، ويصير أهزوجة لعشاق الفجر الحالمين بالعودة أو الذهاب إلى عاصمة بلدهم الممزق. وبعيدا عن الخروج من لب الموضوع؛ فالأمثال قيلت وكتبت ودونت لأجل للبقاء؛ فهي في زمن الفوضى تبقى كخيط يربطنا بأسلافنا.
نحن أمام أمثال أصيلة للغة أصيلة، احتوت أمثال الأمم الأخرى وقدمتها الى دائرة الضوء، فاغتنت بها وتوسع بحرها، فحظيت الأمثال بالتدوين، خاصة الشعبية منها ، ليضاف خلودا إلى خلودها الأبدي، فالأمثال مثلها مثل الفنون التي جاءت في مقطع للشاعر العربي الكبير، محمود درويش، حين قال "هزمتك يا موت الفنون جميعا".
ختاما، الأمثال قد تكون عين الأجداد على حاضرنا، وحكمة حياتهم التي نستدل بها لنستمر بالحياة.