15 اغسطس 2015
قادةٌ حالمون وسياج أخضر
أسماء عبد اللطيف (السودان)
اجتمع القادة الأفارقة، أصحاب الفخامة والعظمة وأصحاب كل جميل ومبهج وداع إلى سعادة وحالة النيرفانا. اجتمعوا، رعاهم الله، في نواكشوط عاصمة موريتانيا. هذا التجمع هو الثاني، إن لم تخني الذاكرة خلال أربعين يوما. كان الأول في جوهانسبيرج في دورة الإتحاد الإفريقي، بارك الله في اتحادهم، وحفظ لنا الاتحاد الأوروبي.
وإذا سأل سائل: لماذا اجتماع موريتانيا. يا رعاك الله، إنه بهدف إنشاء سياج أخضر. ولكن، ماهو السياج الأخضر؟ وأقول لكم، يا أهل التصديق والفرح باجتماع قادتنا الكرام، ومضغ الاحلام بما يقدمونه لنا من وصفات ناجعة ومفيدة لآلام الظهر وأوجاع الركب، انقضت ظهورنا وسابت ركبنا من طول الحلم بالغد الجميل، منذ عهد لوممبا وحتى مادورا الذي سوف يحرر أرض فلسطين من قبضة اليهود.
ما هذه الرومانسية الموغلة في الأحلام، ألا يخجل هؤلاء القوم، وهم يتوافدون إلى عاصمة منهكة، وليس بعيدا عنها، ترى النسوة يلتقطن بقايا الحبوب الساقطة من الشاحنات، ليتم طحنها أو طبخها لتؤكل بليلة، وكأن على أن استدعى إحصاءات الجوع والفقر في إفريقيا، قبل أن أنتقد رجال الأحلام البلورية، وقادة الآمال للانتقال بنا إلى المستقبل الذي يفوق أوروبا وكندا ومجموعة العشرين.
ما هذا السياج الأخضر؟ إنه الفيلم الرومانسي الذي نحضره ونتفرج عليه، حتى نتخدر من واقع مر أليم. الفيلم بطولة القادة الذين دشنوا الديمقراطية، وإشراك الأحزاب الأخرى في الحكم، وأقاموا أنظمة نظيفة، لا يعرف الفساد إليها سبيلاً. وأنت تشاهد فيلم السياج الأخضر ترى مجموعات ضخمة من أبناء أفريقيا، يموتون غرقاً في البحر في طريقهم إلى أوروبا الحلم، معظمهم من أبناء إفريقيا، إفريقيا بقادتها العظماء، لو جمعت مجموع ما تكلفه رحلاتهم المكوكية لحضور المؤتمرات، لفاقت ميزانيات دول بأكملها. إنه الهدر المغلف بسولفان الأحلام والآمال، وليغرق من شاء الهجرة. ولعالجت ميزانيات حضور المؤتمرات مأساة المهاجرين الذين يفرون من بلدانهم إلى أوضاع مزرية، لو ركضت خلف تفصيلها لملأت مجلدات.
ومن قبل، كانت جماعة قادة الساحل والصحراء، ماذا قدمت، وكم هي الميزانيات التي أهدرت في مؤتمراتها؟ إنها الأحلام المعلبة ذات الصلاحية المنتهية. لو تتبعت الجوع والفقر والمرض وموت الأمهات في الولادة وموت المواليد ونسب مرضى الإيدز وإيبولا، وما يجري في جنوب السودان ودارفور، فهو المأساة بمعناها الواسع. وتجد هؤلاء الرجال الرومانسيين يجتمعون في نواكشوط بغرض السياج الأخضر. يا الله، وأوروبا اجتمع قادتها لعمل سياج يمنع المهاجرين الأفارقة من الوصول إليها.
هل وقف القادة الرومانسيون حدادا على أرواح الأفارقة الذين قضوا وهلكوا في عرض البحر غرض البحث عن مستقبل نظيف، وموتهم متواصل. هم لا يقفون حدادا لموت أحد، إلا ما وجدت كل هذا التلميع، وتوزيع الابتسامات، والاطمئنان على صحة هذا الرئيس أو ذاك، والسؤال عن مشاريعه الخاصة، أما نحن الشعوب فلنذهب إلى الجحيم غير مأسوف علينا.
مرارة التصحر، هو التصحر السياسي الذي جعل معظم القادة الأفارقة يتحنطون على كراسيهم، ولن يفارقوها إلا إلى القبر. أما الفساد الذي نهب الثروات لصالح فئة حاكمة، فإنك لو سعيت وراءه لانفجر موقع ويكيلكس.
إنها مرارة التصحر في ثروات إفريقيا المنهوبة، بالاشتراك مع حكومات وعصابات غربية. أين الذهب الذي يستخرج من باطن أرضها بآلاف الأطنان، مع ارتفاع أسعار الذهب العالمية، لكان انتاجه كفيلاً برفع المعاناة عن كاهل شعبها المظلوم، ولقامت مشاريع تنموية وزراعية وصناعية، حلت مشكلات التصحر، من دون الحاجة إلى السياج الأخضر. ولنا أن نسأل أين عائد الماس الذي يزين صالات العرض ومتاحف أوروبا وأميركا بأسعار أقل ما يقال عنها إنها فلكية، وأين اليورانيوم والراديوم المشعان التي يستخرجان من أراضيها؟
مرارة التصحر أن يعقد المؤتمر في مدينة يعاني أهلها من العطش وشح المياه، وأن يأتي الرئيس السوداني الملاحق من "الجنائية الدولية" من عاصمة تجري من تحتها الأنهار، وهي تعاني العطش، وقد عاد بها الزمن مائة عام، لتباع الماء في أحيائها على (الحمير)، وغارقة في الظلام بسبب نقص الامداد الكهربائي. وفوق ذلك، المواطن مهدد بزيادة تعرفة الكهرباء 100%. على الرغم من وجود خزان الروصيرص وخزان سنار وسد ستيت وسد مروي الذي قدم للمواطن بأنه الحل السحري لمشكلاته.
مرارة التصحر في تهديد القاعدة وداعش وبوكو حرام وحركة الشباب الإسلامي دولاً إفريقية عديدة، إفريقيا في حاجة لسياج أمني، يحميها من فواجع فقدان أبنائها من دون ذنب.
وإنك لتعجب أن يعيش الأفارقة انعدام الأمن وضنك عيش لا يعلم مداه إلا رب العزة، ومن تحتهم ثروات لا تعد ولا تحصى. والعجب انصراف قادتها عن تصحر الجوع الممتد من القاهرة وحتى الكاب، ومن سواكن وسنكات ودرديب ومقديشو إلى تمبكتو. إنه شيء مؤلم وفظيع.
ما هذه الرومانسية الموغلة في الأحلام، ألا يخجل هؤلاء القوم، وهم يتوافدون إلى عاصمة منهكة، وليس بعيدا عنها، ترى النسوة يلتقطن بقايا الحبوب الساقطة من الشاحنات، ليتم طحنها أو طبخها لتؤكل بليلة، وكأن على أن استدعى إحصاءات الجوع والفقر في إفريقيا، قبل أن أنتقد رجال الأحلام البلورية، وقادة الآمال للانتقال بنا إلى المستقبل الذي يفوق أوروبا وكندا ومجموعة العشرين.
ما هذا السياج الأخضر؟ إنه الفيلم الرومانسي الذي نحضره ونتفرج عليه، حتى نتخدر من واقع مر أليم. الفيلم بطولة القادة الذين دشنوا الديمقراطية، وإشراك الأحزاب الأخرى في الحكم، وأقاموا أنظمة نظيفة، لا يعرف الفساد إليها سبيلاً. وأنت تشاهد فيلم السياج الأخضر ترى مجموعات ضخمة من أبناء أفريقيا، يموتون غرقاً في البحر في طريقهم إلى أوروبا الحلم، معظمهم من أبناء إفريقيا، إفريقيا بقادتها العظماء، لو جمعت مجموع ما تكلفه رحلاتهم المكوكية لحضور المؤتمرات، لفاقت ميزانيات دول بأكملها. إنه الهدر المغلف بسولفان الأحلام والآمال، وليغرق من شاء الهجرة. ولعالجت ميزانيات حضور المؤتمرات مأساة المهاجرين الذين يفرون من بلدانهم إلى أوضاع مزرية، لو ركضت خلف تفصيلها لملأت مجلدات.
ومن قبل، كانت جماعة قادة الساحل والصحراء، ماذا قدمت، وكم هي الميزانيات التي أهدرت في مؤتمراتها؟ إنها الأحلام المعلبة ذات الصلاحية المنتهية. لو تتبعت الجوع والفقر والمرض وموت الأمهات في الولادة وموت المواليد ونسب مرضى الإيدز وإيبولا، وما يجري في جنوب السودان ودارفور، فهو المأساة بمعناها الواسع. وتجد هؤلاء الرجال الرومانسيين يجتمعون في نواكشوط بغرض السياج الأخضر. يا الله، وأوروبا اجتمع قادتها لعمل سياج يمنع المهاجرين الأفارقة من الوصول إليها.
هل وقف القادة الرومانسيون حدادا على أرواح الأفارقة الذين قضوا وهلكوا في عرض البحر غرض البحث عن مستقبل نظيف، وموتهم متواصل. هم لا يقفون حدادا لموت أحد، إلا ما وجدت كل هذا التلميع، وتوزيع الابتسامات، والاطمئنان على صحة هذا الرئيس أو ذاك، والسؤال عن مشاريعه الخاصة، أما نحن الشعوب فلنذهب إلى الجحيم غير مأسوف علينا.
مرارة التصحر، هو التصحر السياسي الذي جعل معظم القادة الأفارقة يتحنطون على كراسيهم، ولن يفارقوها إلا إلى القبر. أما الفساد الذي نهب الثروات لصالح فئة حاكمة، فإنك لو سعيت وراءه لانفجر موقع ويكيلكس.
إنها مرارة التصحر في ثروات إفريقيا المنهوبة، بالاشتراك مع حكومات وعصابات غربية. أين الذهب الذي يستخرج من باطن أرضها بآلاف الأطنان، مع ارتفاع أسعار الذهب العالمية، لكان انتاجه كفيلاً برفع المعاناة عن كاهل شعبها المظلوم، ولقامت مشاريع تنموية وزراعية وصناعية، حلت مشكلات التصحر، من دون الحاجة إلى السياج الأخضر. ولنا أن نسأل أين عائد الماس الذي يزين صالات العرض ومتاحف أوروبا وأميركا بأسعار أقل ما يقال عنها إنها فلكية، وأين اليورانيوم والراديوم المشعان التي يستخرجان من أراضيها؟
مرارة التصحر أن يعقد المؤتمر في مدينة يعاني أهلها من العطش وشح المياه، وأن يأتي الرئيس السوداني الملاحق من "الجنائية الدولية" من عاصمة تجري من تحتها الأنهار، وهي تعاني العطش، وقد عاد بها الزمن مائة عام، لتباع الماء في أحيائها على (الحمير)، وغارقة في الظلام بسبب نقص الامداد الكهربائي. وفوق ذلك، المواطن مهدد بزيادة تعرفة الكهرباء 100%. على الرغم من وجود خزان الروصيرص وخزان سنار وسد ستيت وسد مروي الذي قدم للمواطن بأنه الحل السحري لمشكلاته.
مرارة التصحر في تهديد القاعدة وداعش وبوكو حرام وحركة الشباب الإسلامي دولاً إفريقية عديدة، إفريقيا في حاجة لسياج أمني، يحميها من فواجع فقدان أبنائها من دون ذنب.
وإنك لتعجب أن يعيش الأفارقة انعدام الأمن وضنك عيش لا يعلم مداه إلا رب العزة، ومن تحتهم ثروات لا تعد ولا تحصى. والعجب انصراف قادتها عن تصحر الجوع الممتد من القاهرة وحتى الكاب، ومن سواكن وسنكات ودرديب ومقديشو إلى تمبكتو. إنه شيء مؤلم وفظيع.
مقالات أخرى
10 يونيو 2015
07 يونيو 2015
30 مايو 2015