15 اغسطس 2015
نعم فاز حزب العدالة والتنمية
أسماء عبد اللطيف (السودان)
في البدء نقول إن الحرية تجعلك منحازاً إلى الجهات الأربع، ولا تحصرك في كهف ضيق، فبالحرية أنت صاحب أفق ممتد إلى ما لا نهاية، ولست في قوقعة أو خلف جدار. قبل الانقلاب على محمد مرسي، كنت أشد انتقاداً له ولسياساته. ولكن، جرى القمع بعنف له ولجماعته، فإنني لم ولن أشاهد ذلك في صمت إلى درجة أن يظن بعضهم أن هذا الضجيج في نفسي تجاه السيسي وجماعته هو انحياز صريح للإخوان المسلمين، ولكنني أكون ضدك، وأدافع عنك بشراسة، حتى يصل رأيك، وأن نكون جميعاً في بساط الرأي والعمل والفعل لنصون بلادنا من التمزق والتفتت والانفلات والوقوع في براثن عنف لا يتوقف، وعندها لا يربح أحد، ولا تقوم لنا قائمة.
في كل يوم يطلع علينا الإعلام لتغذية كراهية تمتد إلى رجب طيب أردوغان، رئيس الوزراء الذي أصبح رئيساً لتركيا، وتكال ضده الاتهامات بأنه الوالي العثماني الجديد، لكن المنصف المتأمل للرجل، خلال مسيرته ونهوضه بالحزب، يرى الأفكار والرؤى تتدفق من لدن الرجل وحزبه، وأنه يعمل لصالح بلاده كلها، ويحترم ألوان الطيف. (وإذا كانت الهجمة تجاهه قد زادت بعد انقلاب السيسي وموقف مجموعات كثيرة ناقمة على الإخوان، وطالت كل الأحزاب المؤيدة لهم)، وإن كنا هنا نؤيد الحرية، بغض النظر عن مقيمها والممهد لها، لتقوم وتكبر شجرتها.
والآن مع الانتخابات التشريعية الجديدة، برز للوجود كيف أن أردوغان لم ينفرد بالسلطة، وأن حكومته كانت على مسافة واحدة من الجميع، وتعمل على إثراء الأحزاب، ليكون لها دور فاعل. وإذا كان بعضهم ممن كان قد ذهب في النقد لحزب العدالة والتنمية، فرأى أن النسبة التي حصل عليها الآن لا تؤهله للانفراد بالسلطة، وصفقوا لهذه النسبة الضعيفة، ورأوا فيها تراجعاً لأردوغان وحزبه، لكننا نرى في هذه النسبة نجاحاً للرجل وحزبه، فهو قد عمل على إتاحة الفرصة للأحزاب، لتنجح وتعمل على نماء بلدها، فبعد أكثر من عشرة أعوام في السلطة، وفي تنمية البلد، ليصبح واضحاً للعيان أن تركيا تقدمت اقتصادياً بصورة واضحة وجلية، وحينما تقارن صورة أردوغان بصورة البشير وحزبه، إن البون شاسع، ففي السودان سعت السلطة إلى تهميش الأحزاب، وعملت عل تفتيتها وتفريقها، ولم تتعامل معها نداً سياسياً مشاركاً في إنماء البلد، والحكومة التي جاءت في انقلاب على الحرية والديمقراطية أنشأت حزباً، وجعلت منه حزباً وطنياً، متجاوزة كل الأحزاب السابقة والمؤسسة في تاريخ بعيد. وظل العمل على تهميشها. يواصل الإعلام ويظهر أنها أصلاً هزيلة وضعيفة، ولا تقوى على تقديم شيء للوطن. وبذلك، أصبح الحزب الحاكم منفرداً بالسلطة ربع قرن، والرئيس يستمر حتى الموت.
وإذا قارنت السير في السهولة عند أردوغان وحزبه تجاه الأكراد والعمل على المصالحة والدعم، ولم الشمل في الوطن الواحد، ونظرت إلى حكومة للبشير وسيرها المسرع تجاه الانفصال، وإلقاء أراض عزيزة من أرض الوطن للمجهول، وجعل خريطة البلد ممزقة كجلباب الشحاذ، فإنك تجد نفسك تجاه عقلية مختلفة، فها هو حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يجد نفسه وقد وصل إلى قبة البرلمان، ويدفع أعضاء من حزبه، ليكونوا وزراء فاعلين في حكومة تتشكل من ألوان الطيف السياسي في وطنٍ، ينمو ويعيش الوحدة والترابط، فهنيئاً لتركيا التي شغلت الناس بالدراما التلفزيونية وجذبتهم إليها، وها هي تجذب العالم أجمع، وتقدم الدروس البناءة في الدراما السياسية. انظر لذكاء أردوغان، وقد قرأ تاريخ المنطقة بحكمة، فهو يرى مصر وبعد إزاحة فيها بقمع وعنف ودكتاتورية تمددت، وتلميع صورة الرئيس بأنه المنقذ، وأنه الرجل القوي، وكيف قادت هذه السياسة مصر إلى الهشاشة. وسوف تستمر الهشاشة إن لم يتدارك عقلاء الأمر، حتى تسقط مصر، وقد قرأ أردوغان كيف فعل المالكي ببلاده وسلمها بسطوته ودكتاتوريته إلى أيدي العنف والإرهاب، ونظر أردوغان في كتاب التاريخ المفتوح الآن، وكيف أن الأسد الذي يفكر بنظرية الغاب، كيف دمر أهله وقتّلهم وخرّب مدنه.
فوز أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات، وإن بنسبة لا تؤهله للانفراد بالسلطة، إلا أنها تكشف عن قدرة حزب العدالة والتنمية على العمل على لم الشمل، وإقامة الفرص المتكافئة لنهوض الأحزاب لرؤية فعاليتها في إنماء البلد، والعمل على تماسكه ووحدته.
وللذين يتساءلون هل فاز أردوغان وحزبه في الانتخابات التشريعية؟ نقول نعم، فازت الحرية على الديكتاتورية، وفاز الفهم للتاريخ على العناد والانفراد بالسلطة. وفاز الفهم لقيام الأحزاب والرضا بأن تكون قوية على العمل التدميري للأحزاب، وألا تكون أصلاً في مقابل استمرار الديكتاتور وبقائه.
وعلى الأحزاب المتنافسة أن تفهم الدرس، وتتقبل الهزيمة بروح ديمقراطية، وتعمل بجد للحاق بالركب والفوز في جولات قادمة، بدلاً عن التشفي وانتقاص الحزب الفائز.
التحية لرجب أردوغان، وإلى حزبه العدالة والتنمية، وإلى حزب الشعوب الكردي والأحزاب الحاصلة على نسب في البرلمان الجديد.
والآن مع الانتخابات التشريعية الجديدة، برز للوجود كيف أن أردوغان لم ينفرد بالسلطة، وأن حكومته كانت على مسافة واحدة من الجميع، وتعمل على إثراء الأحزاب، ليكون لها دور فاعل. وإذا كان بعضهم ممن كان قد ذهب في النقد لحزب العدالة والتنمية، فرأى أن النسبة التي حصل عليها الآن لا تؤهله للانفراد بالسلطة، وصفقوا لهذه النسبة الضعيفة، ورأوا فيها تراجعاً لأردوغان وحزبه، لكننا نرى في هذه النسبة نجاحاً للرجل وحزبه، فهو قد عمل على إتاحة الفرصة للأحزاب، لتنجح وتعمل على نماء بلدها، فبعد أكثر من عشرة أعوام في السلطة، وفي تنمية البلد، ليصبح واضحاً للعيان أن تركيا تقدمت اقتصادياً بصورة واضحة وجلية، وحينما تقارن صورة أردوغان بصورة البشير وحزبه، إن البون شاسع، ففي السودان سعت السلطة إلى تهميش الأحزاب، وعملت عل تفتيتها وتفريقها، ولم تتعامل معها نداً سياسياً مشاركاً في إنماء البلد، والحكومة التي جاءت في انقلاب على الحرية والديمقراطية أنشأت حزباً، وجعلت منه حزباً وطنياً، متجاوزة كل الأحزاب السابقة والمؤسسة في تاريخ بعيد. وظل العمل على تهميشها. يواصل الإعلام ويظهر أنها أصلاً هزيلة وضعيفة، ولا تقوى على تقديم شيء للوطن. وبذلك، أصبح الحزب الحاكم منفرداً بالسلطة ربع قرن، والرئيس يستمر حتى الموت.
وإذا قارنت السير في السهولة عند أردوغان وحزبه تجاه الأكراد والعمل على المصالحة والدعم، ولم الشمل في الوطن الواحد، ونظرت إلى حكومة للبشير وسيرها المسرع تجاه الانفصال، وإلقاء أراض عزيزة من أرض الوطن للمجهول، وجعل خريطة البلد ممزقة كجلباب الشحاذ، فإنك تجد نفسك تجاه عقلية مختلفة، فها هو حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يجد نفسه وقد وصل إلى قبة البرلمان، ويدفع أعضاء من حزبه، ليكونوا وزراء فاعلين في حكومة تتشكل من ألوان الطيف السياسي في وطنٍ، ينمو ويعيش الوحدة والترابط، فهنيئاً لتركيا التي شغلت الناس بالدراما التلفزيونية وجذبتهم إليها، وها هي تجذب العالم أجمع، وتقدم الدروس البناءة في الدراما السياسية. انظر لذكاء أردوغان، وقد قرأ تاريخ المنطقة بحكمة، فهو يرى مصر وبعد إزاحة فيها بقمع وعنف ودكتاتورية تمددت، وتلميع صورة الرئيس بأنه المنقذ، وأنه الرجل القوي، وكيف قادت هذه السياسة مصر إلى الهشاشة. وسوف تستمر الهشاشة إن لم يتدارك عقلاء الأمر، حتى تسقط مصر، وقد قرأ أردوغان كيف فعل المالكي ببلاده وسلمها بسطوته ودكتاتوريته إلى أيدي العنف والإرهاب، ونظر أردوغان في كتاب التاريخ المفتوح الآن، وكيف أن الأسد الذي يفكر بنظرية الغاب، كيف دمر أهله وقتّلهم وخرّب مدنه.
فوز أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات، وإن بنسبة لا تؤهله للانفراد بالسلطة، إلا أنها تكشف عن قدرة حزب العدالة والتنمية على العمل على لم الشمل، وإقامة الفرص المتكافئة لنهوض الأحزاب لرؤية فعاليتها في إنماء البلد، والعمل على تماسكه ووحدته.
وللذين يتساءلون هل فاز أردوغان وحزبه في الانتخابات التشريعية؟ نقول نعم، فازت الحرية على الديكتاتورية، وفاز الفهم للتاريخ على العناد والانفراد بالسلطة. وفاز الفهم لقيام الأحزاب والرضا بأن تكون قوية على العمل التدميري للأحزاب، وألا تكون أصلاً في مقابل استمرار الديكتاتور وبقائه.
وعلى الأحزاب المتنافسة أن تفهم الدرس، وتتقبل الهزيمة بروح ديمقراطية، وتعمل بجد للحاق بالركب والفوز في جولات قادمة، بدلاً عن التشفي وانتقاص الحزب الفائز.
التحية لرجب أردوغان، وإلى حزبه العدالة والتنمية، وإلى حزب الشعوب الكردي والأحزاب الحاصلة على نسب في البرلمان الجديد.
مقالات أخرى
04 اغسطس 2015
07 يونيو 2015
30 مايو 2015