ثلاث دول لا نحصر المشاريع الوهمية التخديرية فيها، ولكن نقدمها نماذج لما استخدمه الطغاة في عالمنا العربي لتكريس استبداهم، سوقوا مشاريع وهمية بتكاليف ذات أرقام فلكية، يشترون بها ولاء الناس وصمتهم على نزواتهم التي لا حدود لها.
إنك لتعجب أن يعيش الأفارقة انعدام الأمن وضنك عيش لا يعلم مداه إلا رب العزة، ومن تحتهم ثروات لا تعد ولا تحصى. والعجب انصراف قادتها عن تصحر الجوع الممتد من القاهرة وحتى الكاب، ومن سواكن وسنكات ودرديب ومقديشو إلى تمبكتو.
فوز أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات، وإن بنسبة لا تؤهله للانفراد بالسلطة، إلا أنها تكشف عن قدرة حزب العدالة والتنمية على العمل على لم الشمل، وإقامة الفرص المتكافئة لنهوض الأحزاب لرؤية فعاليتها في إنماء البلد، والعمل على تماسكه ووحدته.
إنك لتعجب من قول علي عبدالله صالح: لا مكان لهادي في اليمن.. وأنت هل لك مكان باليمن. وإن كان العتب على هادي والنقد لينصب عليه، لأنه تعامل بعد الثورة بكل تراخ مع قضايا كثيرة.
إن موقف الأزهر المتخاذل تجاه الدم السوري لا يجعله أميناً، يتحدث عن آثار وحجارة، وإننا لنعلم أن تاريخ المسلمين الأوائل أصحاب الأدب والجمال بحق، وقد أتوا مصر ووجدوا آثار الفراعين الطغاة فيها، فلم يمسوها ولم يعملوا على تحطيم شيء فيها.
ما أدراك ما الانتخابات، سواء كانت انتخاب الرئيس، أو انتخاب المجالس النيابية، أو البرلمانية، أو مجلس الشعب، أو المجلس الوطني، سمِّها ما شئت، جميعها مغلفة بالتزوير والبلطجة.
هناك انفصال تام بين أطياف الشعب السوداني وحكومته. وهذه مأساة أخرى، تولدت نتيجة تراكمات من الفشل والإحباطات والخراب الذي جرى على أوجه الحياة كافة، وما طغى على السلطة من خطاب يذكر شيئاً والفعل شيء مختلف.
أترحم على إبراهيم عبود، في قمة قوته وفتوته، عندما قامت ثورة أكتوبر/ تشرين أول 1964 في السودان، رفض حتى ترقيته إلى فريق، وغادر كرسي الحكم برتبة لواء، وعلى الرغم من اختلافنا معه، إلا أننا نثمن له مغادرته وحقن الدماء.