مضاربو العملات يكبّدون الدول الناشئة خسائر ضخمة

15 فبراير 2014
+ الخط -
تواجه البنوك المركزية في الدول الناشئة هجمة شرسة من المضاربين الدوليين، خاصة البنوك التجارية الكبرى وشركات المتاجرة في سوق الصرف الاجنبي.
وتسعى هذه الدول للدفاع عن عملاتها وسط اضطرابات الاسواق والبيع المكثّف لموجودات الاسواق الناشئة منذ بداية العام الجاري.
وكانت تقارير بريطانية قد قدّرت خسائر المستثمرين في الاسواق العالمية، بسبب الاسواق الناشئة، بما يقارب 3 تريليونات دولار.

وحسب إحصائيات مصرف "غولدمان ساكس" الاستثماري، الذي يراقب أداء عدد من الاسواق الناشئة، فإن بعض البنوك المركزية خسرت نسبة كبيرة من احتياطاتها في سبيل الدفاع عن سعر صرف عملاتها، فيما اضطرت دول أخرى الى خفض سعر صرف عملاتها بهدف ثني المضاربين الدوليين عن المتاجرة الكثيفة بعملاتها.

ومن بين الدول التي خسرت نسبة كبيرة من احتياطاتها الاجنبية كل من تركيا وجنوب أفريقيا والارجنتين.

وحسب مصرف "غولدمان ساكس"، فإن تركيا خسرت 27% من احتياطاتها الاجنبية للحفاظ على استقرار الليرة.

وانخفض الاحتياطي الاجنبي لدى البنك المركزي التركي، في نهاية يوم 10 فبراير/ شباط الجاري، الى  34 مليار دولار. فيما خسرت حكومة جنوب أفريقيا 13% من احتياطاتها الاجنبية في سبيل الحفاظ على قيمة مستقرة ومعقولة لعملتها الراند، وانخفضت احتياطات البنك المركزي لجنوب أفريقيا الى 46 مليار دولار في الفترة نفسها. ورغم هذه المبالغ الضخمة التي وضعتها البنوك المركزية في الدول الناشئة، فإنها لم تتمكن بعد من الحفاظ على الاستقرار المنشود لعملاتها الوطنية.

وانخفضت الليرة التركية، أمس، في بدايات التعامل الى 2.39 ليرة مقابل الدولار، فيما انخفضت قيمة صرف عملة جنوب أفريقيا، الراند، الى 11.39 مقابل الدولار، وهو ما يعدّ أدنى مستوى لها منذ 5 سنوات. واضطرت دولة مثل طاجيكستان الى خفض قيمة صرف عملتها بعد انخفاض احتياطاتها الاجنبية بمعدلات قياسية.

وفي أميركا الجنوبية، أنفقت الارجنتين 25 مليار دولار منذ مارس/ أذار العام 2011  للدفاع عن عملتها "بيسو".

ويذكر أن كلاً من تركيا وجنوب أفريقيا رفعت من أسعار الفائدة في يناير/ كانون الثاني الماضي لطرد المضاربين على عملاتها. ولكن اقتصاديين يقولون إن الدول التي ترفع من سعر الفائدة في مثل هذه الظروف، تخاطر في إشعال فتيل "دائرة خطرة"، ألا وهي احتمالات الدخول في ركود اقتصادي.

ويعدّ استقرار العملة الوطنية من العوامل الرئيسية للانتعاش الاقتصادي، حيث يؤدي التذبذب الحاد في العملة الى حجب الاستثمارات الخارجية ويجد التجار صعوبة في المتاجرة مع الدول الشريكة.

المساهمون