نجمة... نجوم... لعلّها من الأشكال الأولى التي تلتقطها عيون الأطفال، لا سيّما عند التحاقهم بالحضانة أو دخولهم مرحلة الروضة. المربّيات والمعلّمات يلجأنَ غالباً إلى لصق نجمة ذهبيّة أو فضيّة على جبين هؤلاء أو أيديهم، كلّما أحسنوا التصرّف أو أنجزوا رسمة أو وظيفة ما بنجاح. فتُدخل تلك النجمة، سواءً أكانت ذهبيّة أو فضيّة، البهجة إلى قلوبهم. كثيرون، على الرغم من تقدّمهم في السنّ، يحتفظون بـ"أثر النجمة" فيهم.
بمناسبة رأس السنة، تكثر النجوم. شكلها يعيد إلى كثيرين تلك البهجة التي خبروها، قبل زمن وجيز أو قبل سنين طويلة. المهمّ هو البهجة التي تخلّفها في النفوس... بهجة يتمنّاها كثيرون. في الصورة، نجوم تخلّف ذلك الأثر ذاته في نفوس كثيرين، وقد تبشّر كذلك بعام خيّر. كم أنّ الشعوب العربيّة في حاجة إلى الخير، وسط تخبّطها بأزمات ومشكلات تختلف طبيعتها وحدّتها.
يا ليت تلك النجوم تكون فأل خير لتلك الشعوب التي يجرجر بعضها معاناته منذ سنين، لا بل عقود أحياناً. يا ليتها تساهم في كفكفة دموع امتلأت بها عيون صغار وكبار يعايشون مآسيَ أنهكتهم. يا ليتها تزيل بعضاً من ألم يخبرونه أو حزن يخنقهم أو بؤس يتملّك بهم. يا ليت سماء هذه الليلة، ليلة رأس السنة، تفيض بالنجوم فتتناثر في الجوّ لتبلغ الأرض وتغمر كلّ واحدة منها واحداً من هؤلاء المتعبين.