العشرات من الصيادين المحترفين والهواة يقفون عند حافة الجسر، وتتدلى صناراتهم إلى البحر، بانتظار الفوز بالسمك، ويسود بينهم جو من التنافس والبهجة.
الحاج نوزان من دولة العراق، دخل عقده السادس، يمارس هواية صيد الأسماك منذ الصغر، ويرى فيها أنيساً لا يمل؛ فمنذ وصوله إلى تركيا قبل 3 سنوات حرص على مزاولة هذه الهواية.
نوزان أصرّ على القدوم إلى جسر غلاطة، يروي لـ"العربي الجديد"، أنه منذ مشاهدته الأتراك يمارسون الصيد، توجه مباشرة لشراء صنارة الصيد ليبدأ ممارسة هوايته، موضحاً أنه يأتي إلى جسر غلاطة 3 مرات في الأسبوع.
ويتابع أنّ "هواية صيد الأسماك تعلم الإنسان الصبر، يتجه إليها الجميع، من الرجال والنساء، وذلك لقضاء وقت ممتع مع الأصدقاء أمام البحر"، موضحاً أن صيد الأسماك بالنسبة له لا يعد هواية فقط، بل هو أشبه بشيء يتنفسه، ولم يعد قادراً على تركه أو عدم مزاولته.
وعن الطريقة التي يستخدمها في الصيد، يقول إنه يقوم بإلقاء الشرك "وهو الطُعم"، في الماء، ثم يستعيد الخيط بحذر في محاوله منه لإغراء السمكة حتى تأكل الطُعم، مشيراً إلى أنه يمكن أيضاً استخدام أنواع من الأسماك الصغيرة كطعم.
وأوضح أن بعض الأشخاص يصطادون السمك من أجل الأكل، وبعضهم من باب الهواية فقط، وآخرون يعتبرونه باباً للرزق والمعيشة، لافتاً إلى أنه يصطاد نحو كيلو غرام من السمك طوال اليوم، معرباً عن سعادته بالوقت الذي يمضيه في الصيد وسط الأتراك.
ولم يتوقع محمد من محافظة حلب في سورية، أن يحب صيد الأسماك، مؤكداً أنه بمشاهدة الأصدقاء منذ قدومه إلى تركيا قبل 4 سنوات، بدأ يتعلم تلك الهواية ويعشق ممارستها.
وعن أهم أنواع الأسماك التي يصطادها، يقول محمد: "لوفر وبالاموت والبوري والحمسي". ويدعو كل من جرب هذه الهواية وتركها للعودة لها لأنها المتنفس الذي يعلم الإنسان الصبر والتحمل.
للمزيد حول ممارسة هذه الهواية على شواطئ إسطنبول، في هذا التقرير المصور: