يشرف الحرس الملكي الأردني على الترتيبات الأمنية المشددة في منطقة البحر الميت، التي تستضيف غداً الأربعاء أعمال القمة العربية، بعد أن كانت قد اعتبرت منطقة أمنية مغلقة في 20 مارس/آذار الحالي.
ويتولى 20 ألف رجل أمن الحراسة وإجراءات التفتيش البالغة فيها، وكذا في الطريق الواصل إليها من العاصمة عمّان (55 كيلومتراً)، كما تمت الاستعانة بالكلاب، في التدقيق على المركبات التي تنقل الصحافيين والعاملين إلى منطقة القمة، حيث يتم تمرير السيارات والحافلات والمركبات على ثلاثة كلاب بوليسية مدرّبة ومتخصصة برصد المتفجرات والمخدرات.
ومع كل هذه الاستعدادات الأمنية التي تتحسب من حدوث أي مفاجآت، فإن الأجواء العامة لا تعبر عن أي امتعاض من هذا كله، بالنظر إلى المهنية العالية التي تتم بها كل هذه الاحتياطات الأمنية، وبسلاسة. الأمر الذي تأكد مجدداً اليوم مع عبور الوفود العربية والدولية المشاركة في القمة، من مطار الملكة علياء الدولي إلى فنادق مناطق البحر الميت.
وكان أول الواصلين إلى عمان، رئيس مجلس الأمة الجزائري، عبد القادر بن صالح، ممثلا بلاده في القمة، وقد كان متوقعاً غياب الرئيس الجزائري، عبد العزيز بوتفليقة، بالنظر إلى ظروفه الصحية. وفيما كان رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي في استقبال المسؤول الجزائري الرفيع، كان الأمير هاشم بن الحسين، الذي يتولى منصب كبير الأمناء في البلاط الملكي، في استقبال ثاني الواصلين إلى عمان للمشاركة في القمة، وهو أسعد بن طارق بن تيمور، ممثلا سلطان عُمان قابوس بن سعيد، والذي يغيب عن القمة.
ثم تتابع وصول المشاركين، رئيس حكومة الوفاق الليبية، فايز السراج، ثم الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ثم الرئيس اللبناني، ميشيل عون، والذي وصل برفقته رئيس الحكومة اللبنانية، سعد الحريري، وكان في مقدمة مستقبليهم الملك عبدالله الثاني.
ووصل العاهل الأردني إلى المطار بمروحية، بعد انتهاء عرض عسكري مهيب جرى تنظيمه في ميدان خاص في الديوان الملكي الأردني، احتفاء بالعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، والذي وصل إلى عمّان، أمس. وعُزفت في الاستعراض مقطوعات موسيقية إيقاعية، أدتها تشكيلات من القوات المسلحة الأردنية.
وحلقت طائرتان عموديتان تابعتان لسلاح الجو الأردني، تحملان العلمين الأردني والسعودي، كما ألقيت قصائد شعرية، رحبت بضيف الأردن الكبير، الملك سلمان بن عبد العزيز، كما وصفته وسائل الإعلام الأردنية الرسمية. وفي المناسبة، قلد العاهل الأردني ضيفه السعودي قلادة الحسين بن علي، وهي أرفع وسام مدني في الأردن.
وقد عقد العاهلان السعودي والأردني، مساء أمس، محادثات شددا فيها على أهمية الحفاظ على الوضع التاريخي القائم في القدس، وعدم المساس به، لما سيكون له من انعكاسات على أمن واستقرار المنطقة برمتها، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الأردنية.
وأفادت أيضا بأن الملك عبدالله الثاني أكد ضرورة تكثيف الجهود المستهدفة تحريك عملية السلام، وبما يقود إلى إعادة إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، استناداً إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية. وقالت الوكالة إن الملك سلمان ومضيفه الملك عبدالله الثاني أكدا ضرورة مواصلة محاربة الإرهاب من خلال التحالف الدولي ضد عصابة "داعش" الإرهابية، والتحالف الإسلامي العسكري ضد الإرهاب، والتحالف العربي لإعادة الشرعية في اليمن.
وقد جرى بحضور العاهلين، الأردني والسعودي، توقيع 15 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مجالات وقطاعات حيوية، بالإضافة إلى اتفاقيات ومذكرات تفاهم تم توقيعها بين القطاع الخاص في كل من البلدين. ومن أبرز الاتفاقات الموقعة عقد التأسيس لشركة الصندوق السعودي الأردني للاستثمار المساهمة العامة المحدودة، للقيام باستثمارات في الأردن في قطاعات حيوية عديدة، من المتوقع أن يصل حجمها إلى نحو ثلاثة مليارات دولار.