يحافظ حسن نصر الله، من دون أدنى شك، على الطبيعة التي من أجلها كان، ولأجلها استمر، ولأجلها نذر نفسه، وأقسم أن يبقى، هو في ذلك شأن الحرس الثوري وفيلق القدس التابعين لسلطة الولي الفقيه، وقيادته المباشرة.
ساعات الانتظار التي يقضيها اللبنانيون مخيرين بين أن يسرق بلدهم، وبين أن يدفعوا ثمناً لذلك خرابه، طالت. هو بالنسبة إليهم ليس إلا مشروعا تجارياً خطط له بذكاء.
قراءة الأخوة في حزب الله، كانت في صالح تحصين خطوط المواجهة ضد فريق تيّارالمستقبل الذي يقيناً وبعد عودة زعيمه من الرّياض أخذ المبادرة، وهذه المرّة بحزم سليمان ودعم الأمراء وإجماع الكوادر والأنصار، إلى إعادة القلق إلى قواعد إنطلاقته من لبنان.
عالم الغايات، عالم ما وراء الظّاهر، مؤلف من عابري سبيل لامبالين إلا بأنفسهم. فما عادوا يميّزون بين النذلاء والقديسين، عالم الأسياد وأصحاب الميول الحرّة المفرطة في استعمال الافتراضات والتّبريرات، اللاهثة وراء مصالحها ومصالح من تجمعهم بهم فرصة تحقيق الغايات.
فقدت القيادات شرعيتها الأخلاقية في نظر من تبقى حراً من اللبنانيين، بعد أن استكمل المستعرضين بـ "سينيكية" مواقفهم، فكان أن أظهروا بكلامهم ما ليس في باطنهم برباطة جأش وسكون جوارح، أحسنوا اختيار الألفاظ، فأسمعوا العامة غير ما تعهدوا به للأسياد.
في مناخ التسوية التي أعادت إنتاجها مجتمعةً قوى محلية، بعيداً عن الحسابات الإقليمية والشرق أوسطية، فإن أمام أمين عام حزب الله فرصة تاريخية، ليطل بها على اللبنانيين، يدعو إلى انتخاب رئيس للجمهورية مسيحي ماروني، ليمنع بذلك عنا خطر التقسيم.
تكمن المشكلة الكبرى في الصمت الذي يمارسه حزب الله، وهو ما بات يشكل عند بعضهم فوبيا، نظراً لما يملكه من قدرة على الإبطال أو التعطيل. وللتذكير، فإن قبلة فرنجية بعد مبادرة الترشيح كانت بشكل صريح تجاه الضاحية والرابية وقصر المهاجرين.
مضايا لعنة سيتوجس منها فيلة الحرب وتقلقهم، ستكون مقدمة لتفترس فيها أطرافٌ أطرافاً نظيرة لها، سيحطم واحدهم رأس الآخر، ويضربه بوحشية، يجر جسده ويدفنه تحت التراب ليختفي.
سمير القنطار: عذراً منك ومعذرة، فصورتك وأنت تولد حراً بعد خمس مؤبدات إسرائيلية ستبقى أحب إلى كثيرين من لحظة مفارقتك الحياة الدنيا في جرمانا السورية، ومن أيام التهنئة الأربعة (بالعز الأبدي)، لأنها ستنتهي بالفطرة عند أغلبهم بعد ذكرى أسبوعك.