في العادة، يمثّل النصف الثاني من شهر رمضان مركز ثقل تنظيم الفعاليات الثقافية في تونس العاصمة، غير أن النصف الأوّل من رمضان هذا العام يشهد كثافة لعلّ من أسبابها عودة أبرز مهرجانات الشهر الكريم، "مهرجان المدينة"، في دورته 38 بعد سنتين من التوقّف بسبب الجائحة.
تنطلق الدورة الجديدة اليوم الخميس بعرض "فرقة المعهد الرشيدي"، وهو عرض شبْه قارّ في دورات المهرجان، في نوع من التكريم لأعرق مدرسة موسيقية في تونس، حيث تأسّست في 1934 بهدف حماية الموسيقى التونسية من نزعة التغريب التي يفرضها الاستعمار، واستمرّ هذا الدور مع ظهور مؤثّرات وافدة أخرى في أزمنة لاحقة.
لا تتعلّق ميزة التظاهرة بالعروض التي تقدّمها فحسب، بل أيضاً بالفضاءات التي تقام فيها، وهي في معظمها فضاءات تراثية في مدينة تونس العتيقة مثل "قصر خير الدين"، و"النادي الثقافي الطاهر الحداد" و"النادي الثقافي بئر الأحجار"، و"دار الأصرم"، و"دار ابن عاشور"، إضافة إلى "المسرح البلدي" و"قاعة الأوبرا" في الجزء الحديث من المدينة.
هيمنة أقلّ للعروض ذات الطابع التراثي في مهرجانات رمضان
تعبّر هذه الفضاءات عن هوية "مهرجان المدينة" في ارتباطه بما هو تراثي، لكن متغيّرات كثيرة طرأت عليه في الأعوام الأخيرة، ونحن نلمسها في برنامج هذا العام، حيث تحضر تجارب تجديدية، لا تخلو هي الأخرى من إتقان واجتهاد، مثل عرض "الرباعي تشللو" الذي يقام غداً في "النادي الثقافي الطاهر الحداد"، وكذلك عرض "نار باند" لطلبة "المعهد العالي للموسيقى" بتونس. ويمكن أن نضع تحت هذه الخانة عرض لطفي بوشناق في 24 من هذا الشهر، وقد عُرف الفنان التونسي في السنوات الأخيرة بالبحث عن التجريب والتنويع عبر تقديم أغان في أنماط موسيقية متباعدة.
أمّا العروض التي يمكن اعتبارها قريبة من الصورة التي قدّمها المهرجان في سنواته السابقة، فنذكر عرض "القنطرة" للثلاثي سفيان التبيني والعربي ساسي وشيراز الجزيري في العاشر، و"نغمات تونسية في العصر الجميل" من إخراج إكرام عزوز، وعرض عازف العود العراقي محمد العطّار، وعرض في الإنشاد الصوفي لفرقة "سلامية بني خيار"، وعرض الاختتام يوم 25 نيسان/ أبريل للفنّان مكرم الأنصاري.
في النصف الأوّل من شهر الصيام، تقترح "مدينة الثقافة" أيضاً برمجة يومية، على غير عادة المؤسّسات الرسمية، من أبرز معالمها: عرض "شرق 22" لشادي القرفي، و"الربوخ" لـ حاتم اللجمي، و"سهرة الناي" للفرقة الوطنية للموسيقى، ومسرحية "دون كيشوت" لشاذلي العرفاوي، وعرض "النوالة" للفرقة الوطنية للفنون الشعبية، و"الحضرة" لـ الفاضل الجزيري. كما يقام "مهرجان مالوف المدينة المغاربي" ومن عروضه: "زمان الانشراح" لفرقة السرايا من ليبيا، و"أندلسيات عثمانية" لجوق محمد العثماني من المغرب، و"قسنطينة تغنّي" لجمعية مقام الجزائري"، و"مدار الطبوع" لمجموعة أوتار المدينة من صفاقس.
تابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
