"روحانيات": عشر تجارب تشكيلية عربية

11 ابريل 2023
(مقطع من عمل لـ جاسم محمد، من المعرض)
+ الخط -

على مدار السنوات الماضية، نظّم غاليري "رؤى 32" في عمّان معرضاً في شهر رمضان، ضمّ أعمالاً متخصّصة في الحروفيات، في سياق اللوحة المعاصرة أو ضمن قواعده الكلاسيكية، لعدد من التشكيليّين العرب والأردنيّين الذي شارك معظمُهم في معارض سابقة أقامها الغاليري.

حتى الرابع من الشهر المقبل، يتواصل معرض "روحانيات" في مقرّ الغاليري، والذي افتُتح في الثامن والعشرين من الشهر الماضي، ويضمّ خمساً وعشرين لوحةً لعشرة فنانين من العراق وسورية والسعودية والأردن.

(عمل لـ عدنان يحيى، من المعرض)
(عمل لـ عدنان يحيى، من المعرض)

يقدّم الفنان العراقي حارث الحديثي أعمالاً تشكّل امتداداً للمدارس التقليدية في الخطّ العربي، وأبرزها المدرسة البغدادية، من خلال استعماله أنواعاً متنوّعة من الخطوط، مثل الثلث الجَليّ، بالإضافة إلى توظيف الزخرفة والتذهيب في العمل، ويتشارك معه مواطنه الفنان علي العبّادي في التركيز على البُعد الزخرفي في رسم الآيات القرآنية أو العبارات المأثورة.

أما أعمال الفنان السوري محمد غنّوم، فيشكّل اللُّون العنصر الأساسي فيها مولّداً دلالات جديدة، عبر استخدامه الخطّ الديواني والفارسي، واعتماده تكرار الحروف التي تلتزم قواعد ومعايير هندسية، في اختياره لمضامين مستمدّة من الشعر العربي غالباً.

(عمل لـ محمد غنوم، من المعرض)
(عمل لـ محمد غنوم، من المعرض)

ويذهب الفنان السعودي زمان جاسم، إلى تجريد الحَرف واختزاله مع إخفاء للزخرفة، عبر تشكيلات هندسية يحضر فيها المربّع والدائرة ضمن تدرّجات لونية، يغلب عليها البنّي والمذهّب، وكذلك التنقيط والترقيط لتحوّل الحروف إلى علامات وإشارات رمزية.

من جهته، يميل الفنان العراقي جاسم محمد، إلى الحفاظ على شكل الحرف ضمن بنائه الواقعي، كجزء من سَعيه إلى المَزج بين حداثوية تشكيلية وبين الدلالات الفلسفية والجمالية للحرف العربي، خلافاً لأعمال مواطنه الفنان الراحل هاشم البغدادي الذي يعدّ من أبرز الخطّاطين في العالم العربي، وتتلمذ على يده عددٌ من الفنانين من أمثال عبد الغني العاني وطه البستاني ووليد الأعظمي وغيرهم.

كما تُعرض لوحات للفنان الأردني الراحل عدنان يحيى، الذي وظّف الحرف في أعماله التي تتنوّع بين الرّسْم والنحت والخزف، مستفيداً من هندسة العمارة والزيّ الشعبي والمطرّزات في التراث، إلى جانب أعمال للفنانِين العراقيِّين تركي عبد الأمير، وعمر محمد فاروق الأعظمي، وعبد الحسين الركابي.
 

المساهمون