تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لليوم العاشر على التوالي إدخال المساعدات الغذائية والبضائع التموينية الأساسية وشاحنات الوقود إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم الواقع أقصى جنوبي القطاع، تحت ذرائع أمنية ساقتها منذ بداية جولة العدوان الحالية.
ويفرض الاحتلال طوقاً خانقاً على القطاع هو الأشد منذ سنوات من خلال منع الحركة عبر المعابر المختلفة، بما في ذلك المرضى والحالات الإنسانية عدا عن منع حركة البضائع عبر المنفذ التجاري الوحيد والقيد البحري المفروض منع أكثر من 4 آلاف صياد من ممارسة عملهم.
وقال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدنان أبو حسنة، إن الجانب الإسرائيلي لم يسمح بإدخال المساعدات الغذائية والتموينية الخاصة بالقطاع عبر المنفذ التجاري بما فيها الخاصة بالمؤسسة الأممية في غزة.
وأضاف أبو حسنة لـ "العربي الجديد" أن الاحتلال سمح بإدخال 5 شاحنات محملة بالوقود فقط، أمس الثلاثاء، عبر المعبر التجاري الوحيد للقطاع قبل أن يعيد إغلاقه بشكلٍ كامل، موضحاً أن الاحتلال تذرع بأسباب أمنية وتعرض المعبر للقصف في قرار إغلاقه.
وأشار المستشار الإعلامي لأونروا إلى أن القطاع والسكان على حدٍ سواء يحتاجون لفتح المعبر بشكل كامل كونه بوابتهم التجارية الوحيدة التي توفر السلع والبضائع بشكل يومي، لافتاً إلى خطورة استمرار إغلاق المعبر وتأثيراته على حياة السكان.
وكان مقرراً أن يصل مفوض عام "أونروا" فيليب لازريني للوقوف على الحالة الإنسانية العامة في القطاع، إلا أنه لم يتمكن من الدخول لليوم الثاني على التوالي رغم محاولات المؤسسة الأممية الحصول على تنسيق خاص لإدخاله لكن دون جدوى حتى مساء اليوم.
ويمثل معبر كرم أبو سالم التجاري شريان الحياة الاقتصادية للقطاع، إذ تدخل يومياً ما نسبتها 700 شاحنة من البضائع والمواد الغذائية ومواد البناء والوقود وغيرها من المستلزمات، وتشكل الحركة اليومية مصدراً لحصول السكان على احتياجاتهم من هذه البضائع، بحسب أبو حسنة.
وأدى القصف الإسرائيلي العشوائي وتدمير أكثر من ألف وحدة سكنية إلى نزوح قرابة 48 ألف نازح موزعين على 58 مدرسة، غالبيتها تابعة لوكالة "أونروا" التي عملت على تفعيل خطة الطوارئ وتوفير بعض الاحتياجات الأساسية لهم من مياه وتيار كهربائي.
إلى ذلك، أكد رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف، أن ما يقوم به الاحتلال هو جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي يقوم بها بحق الشعب الفلسطيني وبحق القطاع منذ بداية عدوانه قبل 10 أيام.
وقال معروف لـ "العربي الجديد" إن الاحتلال يمنع إدخال المواد الأساسية والسلع الغذائية والمساعدات الطبية لليوم العاشر على التوالي، فضلاً عن عرقلة إدخال المواد الخاصة بشبكات المياه والكهرباء التي تضررت بفعل القصف العنيف الذي يقوم به.
وأشار المسؤول الحكومي إلى أن هناك تناقصا مستمرا في الاحتياجات الأساسية للسكان في ظل استمرار إغلاق المنفذ التجاري الوحيد للقطاع، إلى جانب التناقص في المواد الطبية والغذائية والتموينية التي يحتاجها المواطنون في ظل العدوان المستمر.