استمع إلى الملخص
- أم ياسر تعبر عن معاناة الأسر الفقيرة والريفية التي تلجأ إلى جمع الحطب كبديل للغاز، بينما تواجه الأسر في المدينة صعوبات في الحصول على الحطب أو الغاز، مما يدفعهم للشراء من السوق السوداء.
- تكشف الأزمة عن تلاعب وتهريب الغاز من قبل السلطات المحلية وقيادات عسكرية وأمنية، مما يؤدي إلى توزيع غير عادل وأزمات دائمة بالغاز، خاصة في الأرياف، فيما ينفي مدير شركة الغاز بتعز وجود أزمة، مشيرًا إلى تأخر وصول الغاز بسبب إصلاحات طرق.
على الرغم من أن أسطوانة الغاز سعرها يفوق القدرة الشرائية للمواطن سيف شمسان من أبناء مدينة تعز، فإنه صار يواجه صعوبة أكبر في الحصول عليها.
يقول شمسان لـ"العربي الجديد": "كنت أشتري أسطوانة الغاز من المحطة بمبلغ 8400 ريال (الدولار = 1760 ريالا في مناطق الحكومة الشرعية) إلا أني فوجئت هذا الأسبوع بأزمة انعدام الغاز في تعز، وتوجهت إلى أكثر من خمس محطات وللأسف رجعت خاوي اليدين".
يضيف: "تعودنا أنه قبل رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى تُفتعَل أزمة في توفير الغاز المنزلي، والهدف استغلال حاجة الناس، وبيع الغاز بالسوق السوداء بأسعار مضاعفة، فخلال أزمة انعدام الغاز يمكن شراء أسطوانة الغاز من السوق السوداء بسعر مضاعف يصل إلى 20 ألف ريال، وللأسف تُخلَق الأزمة في ظل غياب دور الجهات الحكومية والرقابية التي تكون غالباً متورطة بإحداث الأزمة مقابل حصولها على نسبة".
ويتابع شمسان: هناك تلاعب بالغاز من قبل السلطة المحلية في تعز، بداية من حصص الوكلاء والمناطق، وهناك توزيع غير عادل، وهذا الأمر يسبب أزمات دائمة بالغاز خاصة في الأرياف، كما أن هناك قيادات عسكرية وأمنية متورطة بتهريب كميات كبيرة من الغاز المخصصة لمحافظة تعز إلى مناطق سيطرة الحوثيين تحت مرأى ومسمع الجميع".
أم ياسر (ربة بيت) تقول لـ"العربي الجديد": أعيش مع أطفالي الستة بعد مقتل زوجي في الحرب، ونعتمد على راتب زوجي فقط، ونتيجة انعدام الغاز وارتفاع سعره في السوق السوداء، أضطر للذهاب إلى الجبل لجمع الحطب الذي أستخدمه بدلاً من الغاز في تحضير بعض الطعام لأطفالي.
وتضيف أم ياسر: زوجي قتل في الحرب وهو يدافع عن الشرعية التي تركتنا اليوم أنا وأولادي ضحايا للجوع، فنعجز عن شراء الاحتياجات الرئيسية للبيت من أجل توفير لقمة العيش، ونعتمد بشكل رئيسي على ما تجود به منظمات الإغاثة، وما يجود به بعض فاعلي الخير، ولم أتوقع أن يأتي اليوم الذي يصبح فيه توفير أسطوانة غاز حلماً يصعب تحقيقه.
الاحتطاب لمواجهة أزمة الغاز
وتلجأ غالبية الأسر وخاصة الفقيرة والريفية إلى الاحتطاب لمواجهة أزمة الغاز، حيث تقوم ربات البيوت بجمع الحطب واستخدامه بديلاً للغاز، غير أن معظم الأسر، خاصة في المدينة، تجد صعوبة في الحصول على الحطب أيضاً، ما يجعلها تلجأ إلى توفير الغاز من السوق السوداء بأسعار مضاعفة عن السعر الرسمي.
ويلقي المواطنون بالمسؤولية عن أزمة الغاز على شركة الغاز بتعز التي لا توفر الكمية المطلوبة.
وكيل لبيع الغاز، محمد العزي علي، قال لـ"العربي الجديد" إن "أزمة أسطوانة الغاز ناتجة عن منع مسؤول محلي مرور شاحنات نقل الغاز والمشتقات النفطية القادمة من محافظة مأرب، وهي حصة محافظات عدن والضالع ولحج وتعز".
وأضاف أن السلطات لم تحرك ساكناً لمنع الشحنات، وبالتالي حدثت أزمة الغاز التي يتضرر منها المواطن كما يتضرر بائعو الغاز نتيجة عدم وصول حصتهم وبيعها وبالتالي توقف عملهم، وهذا ينشّط السوق السوداء لدى بعض التجار الذين لديهم كميات غاز مخزنة، يقومون ببيعها بالسعر الذي يحددونه في ظل غياب الرقابة من السلطة المحلية.
مدير عام شركة الغاز بتعز، بلال القميري، قال لـ"العربي الجديد" إنه "لا توجد أي أزمة غاز حالياً، وتأخر وصول الغاز خلال هذين اليومين بسبب إصلاح خط طريق هيجة العبد وكربة (المنفذ الجنوبي لمدينة تعز والذي يربطها بعدن)، ونتابع بمدينة التربة (جنوب تعز) هذا الموضوع مع الجهات المعنية.
وتأتي أزمة الغاز على المواطنين في ظل صعوبات اقتصادية ومعيشية بالغة يعيشها الشارع، نتيجة ارتفاع الأسعار، وانهيار سعر العملة بشكل غير مسبوق، ما يضاعف حجم الأعباء الملقاة على اليمنيين.