استمع إلى الملخص
- تواجه إسرائيل أزمات اقتصادية حادة بسبب الحرب، حيث أنفقت 68 مليار دولار دون تحقيق الأهداف، مما أدى إلى عجز في الموازنة وتراجع التصنيف الائتماني وهروب الاستثمارات.
- تتفاقم الأوضاع مع استمرار الهجمات الصاروخية اللبنانية وتراجع مشروع التطبيع مع الدول العربية، مما يعيق تدفق الاستثمارات ويزيد من التحديات أمام الحكومة.
قبل يومين، وقف وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، يبكي جنوده الذين قُتلوا في غزة ولبنان، وذلك عقب جولة قام بها على بيوت عزاء جنود إسرائيليين لقوا حتفهم في الأيام الماضية، قائلاً إن حزبه السياسي "الصهيونية الدينية" الذي ينتمي إليه يدفع ثمناً غير عادل في الحرب.
ومن جنازة إلى أخرى، شاهدنا وزير المالية الإسرائيلي المتطرف وهو يجهش بالبكاء الشديد، معترفاً بفقدان جيش الاحتلال الكثير من الجنود، سواء على جبهة فلسطين أو لبنان، وداعياً حزبه إلى القبول بالتجنيد في الجيش الإسرائيلي لتعويض النقص الحاصل بسبب القتلى والمصابين وتسريح جزء من جنود الاحتياط البالغ عددهم نحو 360 ألفاً.
JUST IN: Israeli Minister of Finance Bezalel Smotrich broke down crying over the number of soldiers and settlers who've been killed and that his party is paying a “disproportionate price for its share of the population”
— Khalissee (@Kahlissee) October 28, 2024
🎥 @revolutionaryem pic.twitter.com/fXZYF2IfH0
وسيواصل وزير المالية الإسرائيلي البكاء، وربما بوتيرة أسرع في الأيام المقبلة، نظراً لزيادة عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين على يد حزب الله اللبناني والمقاومة الفلسطينية في غزة، وارتفاع تكلفة المجتمع والاقتصاد الإسرائيلي من القتلى والجرحى، وهو يدرك جيداً أن قتلى جيش الاحتلال ليس هو العدد المُعلَن، بل أضعاف، حسب تقديرات المقاومة وأرقام إسرائيلية غير رسمية.
بكاء سموتريتش العنصري الكاذب ليس بسبب ضخامة عدد القتلى من جنود الاحتلال، بل لأسباب أخرى، منها أن إسرائيل تحولت إلى بيت عنكبوت على يد تلك الحكومة المتطرفة
من حق سموتريتش أن يبكي بحرقة، ويلعن اليوم الذي وُلد فيه، والطائرة التي أقلّت أسرته من أوكرانيا حيث موطنها الأصلي إلى مستوطنة "حيسوبين" جنوبيّ الجولان السوري المحتل، وهو الذي تخيل في بداية الحرب على غزة أن جيش الاحتلال سيسحق المقاومة الفلسطينية خلال أيام قلائل، وأنه سيزيل غزة عن الخريطة، وأنه سيأتي بقادة المقاومة إلى تل أبيب لمحاكمتهم أو قتلهم مباشرة بلا محاكمة، وأن حكومته العنصرية ستعلن الانتصار الكبير على الأعداء.
بكاء وزير المالية الإسرائيلي العنصري الكاذب ليس فقط بسبب ضخامة عدد القتلى والجرحى من جنود الاحتلال، بل لأسباب عدة أخرى، أبرزها أن إسرائيل تحولت إلى بيت عنكبوت على يد تلك الحكومة المتطرفة، وأن وزارته أنفقت 68 مليار دولار، وفق أرقامه، تمثل تكلفة الحرب على قطاع غزة حتى الآن دون أن تحقق الأهداف الأساسية، وأبرزها القضاء على المقاومة واستعادة الأسرى، وأن حكومته تمر بأطول حرب وأكثرها تكلفة في تاريخ إسرائيل، وأن فاتورة الحرب قد تقفز إلى 350 مليار شيكل (93 مليار دولار) وربما أكثر إذا استمرت الحرب حتى عام 2025.
من المنطقي أن يبكي سموتريتش على حال الموازنة الإسرائيلية التي يديرها، وباتت تعاني من عجز حاد ومزمن ومتواصل، ويذرف الدموع من الخفض المتواصل في التصنيف الائتماني لدولة الاحتلال من قبل مؤسسات التقييم الكبرى، وأن يبكي على حال الاقتصاد الإسرائيلي المأزوم بسبب كلفة الحرب الحالية وتوسيع جبهاتها، وتهاوي الأنشطة الرئيسية به والإيرادات العامة سواء من الضرائب أو غيرها، وهروب مليارات الدولارات من البنوك وأدوات الدين الإسرائيلية وبورصة تل أبيب.
وأن يبكي وزير المالية الإسرائيلي أيضاً وهو يرى الصواريخ اللبنانية تضرب عمق العاصمة تل أبيب ومطار بن غوريون والقاعدة الصناعية في حيفا ويافا، وتقضي على أنشطة السياحة والاستثمار المباشر، وأن يبكي على إعلان شركة إنتل العالمية وقف ضخ استثمارات بقيمة 25 مليار دولار في قطاع التكنولوجيا الفائقة بإسرائيل.
وأن يذرف دماً لا دمعاً على تهاوي مشروع التطبيع مع دول عربية، ووقف تدفق عشرات المليارات من الدولارات من الأموال والاستثمارات الخليجية إلى أنشطة الاقتصاد الإسرائيلي وقطاعه الاستثماري والمالي والتجاري والخدمي.
على الوزير العنصري أن يذرف دماً لا دمعاً على تهاوي مشروع التطبيع مع دول عربية، ووقف تدفق عشرات المليارات من الدولارات من الأموال الخليجية إلى أنشطة الاقتصاد الإسرائيلي
لن يتوقف بكاء بتسلئيل سموتريتش وغيره من أعضاء الحكومة المتطرفة الدموية التي تقودها مجموعة من المجرمين القتلة برئاسة نتنياهو، ما دام هناك حرب إبادة جماعية تمارس ضد أهالي غزة، وفي المقابل هناك مقاومة مشروعة ضد المحتل.
ولن يتحقق حلمه في إقامة إسرائيل الكبرى واحتلال كامل أراضي سورية والأردن والعراق، والسيطرة من نهر النيل في مصر إلى نهر الفرات في العراق، طالما بقيت حماس وحزب الله وغيرهما من فصائل المقاومة، وطالما بقي احتلال في أراضي فلسطين.
دموع بتسلئيل سموتريتش على قتلى جيش الاحتلال ليست دموع تماسيح فقط، بل دموع مجرمين قتلة أصروا على إشعال النار في المنطقة كاملة وممارسة حرب إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني، وقتل نحو 45 ألفاً من أهالي قطاع غزة، وإبادة الشعب الفلسطيني، وبناء المزيد من المستوطنات في غزة وجنوب لبنان والتهديد باحتلال عدة دول عربية.
وبدلاً من البكاء كالأطفال والنساء، فإن على سموتريتش التوجه إلى جبهة القتال وأرض المعركة بدلاً من إشعال وقودها ورفض دعوات وقف إطلاق النار قبل إبادة غزة، وأن يكون في الصفوف الأمامية مثل الرجال إن كان فعلاً حريصاً على بقاء دولة الاحتلال لسنوات أطول.