في واحد من الأخبار الجيدة التي لا يحبها مستثمرو الأسهم والسندات في الفترة الحالية، تراجع عدد طلبات إعانة البطالة المقدمة للمرة الأولى إلى أدنى مستوياته منذ شهر مايو/أيار الماضي، ليعطي ضوءاً أخضر جديداً للبنك الفيدرالي يسمح له بمزيد من التشدد.
وتقدم للحصول على طلبات الإعانة للمرة الأولى خلال الأسبوع الماضي نحو 222 ألف أميركي ومقيم، رغم أن التوقعات كانت 237.5 ألفا، في إشارة إلى استمرار اشتعال سوق العمل الأميركية، رغم السياسة النقدية المتبعة من البنك الفيدرالي، والتي تعد الأكثر تشدداً في ما يقرب من ثلاثة عقود. وأظهرت البيانات أيضاً تراجع متوسط الأسابيع الأربعة الأخيرة، بانخفاض يقدر بنحو 7500 شخص، مقارنة بالأسبوع الماضي.
واعتبرت نانسي فاندن هاوتن، الاقتصادية لدى مركز الأبحاث أوكسفورد إيكونوميكس، أن مستوى طلبات الإعانة المنخفض يؤكد الطبيعة غير العادية للاقتصاد في الوقت الحالي، موضحةً أنه "في حين أن النشاط العام قد يتباطأ استجابة لارتفاع معدلات الفائدة وضعف الطلب الخارجي، إلا أن أسواق العمل لا تزال ضيقة للغاية"، مضيفة أنه نتيجة لذلك، "من المرجح أن يستمر أصحاب العمل في إبطاء وتيرة التوظيف بدلاً من تسريح عدد كبير من العمال، على الأقل في المدى القريب".
وأظهرت بيانات وزارة العمل أخيراً بعض علامات التباطؤ، حيث تمكنت الشركات الأميركية من إضافة ما يقرب من 315 ألف ظيفة جديدة خلال شهر أغسطس/ آب المنتهي، مع ارتفاع معدل البطالة من 3.5%، هي أدنى مستوياته في ما يقرب من نصف قرن، إلى 3.7%.
وتنتظر الأسواق اجتماع البنك الفيدرالي المقرر عقده في الحادي والعشرين من الشهر الحالي، للاستماع لكلماته مع الصحافيين، في أعقاب قرار منتظر برفع معدل الفائدة على أموال البنك بخمسٍ وسبعين نقطة. تلك الكلمات التي تقول، في أغلب الأحيان، ما يمكن أن يستشف منه المستثمرون الخطوة القادمة للبنك المركزي الأكبر في العالم.