يكشف المتخصص بقطاع النفط عبد القادر عبد الحميد أن بيلاروسيا "دخلت بقوة" على قطاع الاستكشاف النفطي في سورية، لتضاف إلى روسيا الاتحادية وإيران، بواقع طرح نظام بشار الأسد هذا العام خمس مناطق جديدة للاستكشاف، أهمها مدينة حمص وشرقها حتى بادية تدمر، إضافة إلى المدن الساحلية وتحت مياه البحر المتوسط.
ولا يقتصر الاستكشاف على النفط، بحسب ما يؤكد عبد الحميد لـ"العربي الجديد"، بل إن الغاز يأتي أولوية، خاصة بعد اكتشاف بئر "وملة المهر1" خلال الأشهر الأخيرة، وزيادة عمل الشركة البيلاروسية "بترو سيرفيس" في موقعي "زملة المهر" و"شريفة" في ريف حمص الشرقي.
ويعتبر المتخصص السوري أن مناطق شمال شرق سورية "الحسكة ودير الزور"، التي تسيطر عليها "وحدات حماية الشعب" الكردية، هي أهم مناطق سورية لإنتاج النفط، وتنتج حتى اليوم أكثر من 80 ألف برميل نفط يومياً، يصدر بعضها لمناطق كردستان العراق وبعضها لنظام الأسد، عبر شركة القاطرجي، لكن مناطق الغاز برأي عبد الحميد تتواجد وسط سورية "شرقي حمص"، إضافة إلى مدن الساحل السوري، وتحت المياه الإقليمية السورية.
وحول حصة بيلاروسيا بقطاع الطاقة، يرى عبد الحميد أن دخولها برعاية روسية "إن لم نقل شراكة" بعدما دخلت الشركات الروسية منذ عام 2013 إلى قطاع الطاقة، ثم الفوسفات، حيث منحت حكومة الأسد عقود تنقيب واستخراج حصري لروسيا بالمنطقة الساحلية "بحر طرطوس" لمدة 29 عاماً، مضيفا: "رأينا شركة بيلاروسية تدخل على الخط منذ العام الماضي، جل تركيزها على الغاز وبالمنطقة الوسطى تحديداً".
وكان مدير المؤسسة العامة للنفط في سورية، نبيه خريستين قد أكد أن الوزارة تستهدف العمل في 16 بئراً خلال العام الجاري، لاستكشاف وتطوير وإنتاج النفط بمساعدة الشركة السورية للنفط، والشركات العاملة في البلاد.
وبيّن خريستين، خلال اجتماع مجلس الوزراء بحكومة الأسد الأسبوع الماضي، أن الخطة تتضمن عمل 5 حفارات في عدة حقول، والدخول إلى مناطق استكشافية جديدة لم يكن بالإمكان الدخول إليها سابقاً.
وتعاني حكومة بشار الأسد من نقص حاد بالنفط والغاز بعد تراجع الإنتاج من نحو 380 ألف برميل يومياً عام 2011 إلى أقل من 30 ألف برميل يسيطر عليها النظام اليوم، كما بلغت الخسائر المباشرة وغير المباشرة في قطاع النفط، بحسب بيان لوزارة النفط التابعة للنظام أخيراً، نحو 100.5 مليار دولار منذ بداية الأزمة السورية حتى الآن.
وقالت الوزارة، خلال بيانها، إن إنتاج النفط خلال العام الماضي بلغ حوالي 31.4 مليون برميل بمتوسط إنتاج يومي 85.9 ألف برميل يصل منها 16 ألف برميل يومياً إلى المصافي.
وحول إنتاج الغاز الطبيعي، بيّنت الوزارة أنه بلغ حوالي 4.5 مليارات متر مكعب بمعدل إنتاج يومي بلغ 12.5 مليون متر مكعب منه 12 مليون متر مكعب يومياً من الغاز النظيف، تم تسليم 79 بالمائة منه لوزارة الكهرباء، و6 بالمائة لوزارة الصناعة، و15 بالمائة لوزارة النفط والثروة المعدنية، مشيرة إلى أن متوسط الكميات المسلمة لوزارة الكهرباء بشكل يومي بلغ 9 ملايين متر مكعب، بما فيها محطة السويدية خلال العام الماضي.