تشهد الأضاحي قفزة في الأسعار في محافظة الحسكة شمال شرقيّ سورية، في ظل الارتفاع الذي يطاول أسعار الأعلاف وتزايد الطلب على الأضاحي خلال عيد الأضحى.
وفيما تتزايد شكاوى المواطنين من عدم تناسب أسعار الأضاحي مع قدرتهم الشرائية، أوضح سعيد الرمضان الذي يعمل دلّالاً لشراء الأضاحي خلال حديثه مع "العربي الجديد" أن أسعار الأغنام قبل العيد كانت تصل إلى نحو 300 ألف ليرة سورية للرأس، أما اليوم، فارتفع السعر ليبلغ 500 ألف ليرة سورية، فيما وصل سعر الدولار إلى 4 آلاف ليرة سورية.
وأضاف أن أغلب من يشتري الأضاحي في المنطقة يعتمدون على ما يرسله المغتربون في أوروبا وخارج سورية. وقال إن "سعر كيلو الشعير وصل إلى 2000 ليرة، وليس هناك مساعدة في تقديم الأعلاف للمربين، فيما أسعار الخراف الكبيرة تصل إلى نحو 800 ألف ليرة سورية، وحتى المليون ليرة، وسبب ارتفاع السعر عائد للتربية المكلفة". وتابع: "الإقبال على شراء الأضاحي في هذا العيد قليل جداً، والدلّال اليوم يحصل على مبلغ لا يزيد على 20 ألف ليرة سورية، خلال عملية اختيار الأضحية للزبون".
بدوره، قال المواطن أحمد الحسين لـ"العربي الجديد" إنه يعمل على توفير مبلغ لشراء أضحية منذ حوالى أربعة أشهر من خلال تقنين شراء الخبز لعائلته، وذلك بهدف شراء الأضحية وذبحها وتوزيعها على الفقراء، لافتاً إلى أن الكثير من الناس يفعلون ذلك، رغم الإمكانات الضعيفة.
وأضاف الحسين: "سعر الأضحية المقبولة يبلغ 400 ألف ليرة سورية، وأحوال الناس صعبة لا يقدر الجميع على الشراء، دخل الناس تراجع بسبب الجفاف وقلة المطر، لكونهم يعتمدون في الدخل الرئيس على الزراعة، هذا العام لا يوجد موسم أبداً، لدي اصدقاء ساعدوني بمبلغ 100 دولار يقيمون في أوروبا لشراء الأضحية، ولولا ذلك، لكان من الصعب جداً علي توفير سعرها كاملاً".
ويعود سبب الارتفاع في الأسعار خلال الفترة الحالية إلى محاولة المربين تعويض بعض الخسائر التي واجهتهم خلال العام، لأن عيد الأضحى فرصة لإنعاش سوق بيع المواشي المصاب بالركود بسبب الجفاف، وقلة المراعي وارتفاع أجورها. وتراجعت أعداد رؤوس الماشية لدى المربين الذين عمل الكثير منهم على التقليل من العدد لتخفيف المصاريف، واتجه قسم من المربين لبيع جزء من القطيع لديه لتأمين الطعام للجزء الآخر. حمّاد أبو علي، أحد المربين في ريف الحسكة، أشار إلى أن السوق في الوقت الحالي ليس جيداً مقارنةً بباقي الأعوام، وكل عام هناك انحدار عن العام الذي قبله.
وأكد لـ"العربي الجديد" أن "هذا العام كان هناك ارتفاع كبير في أسعار الأعلاف، ونحن كمربين في الحسكة لا نحصل على دعم من الجمعيات الفلاحية التابعة للنظام، كذلك فإن الإدارة الذاتية لا توفر دعماً أيضاً للمربين".
وأردف أبو علي: "لم أكن أتوقع انتعاشة في سوق بيع المواشي مع قدوم عيد الأضحى لعدّة أسباب، منها الوضع الاقتصادي السيّئ للناس في المنطقة، وتراجع المواسم الزراعية للقمح، فالكل يحاول في الوقت الحالي ادخار المال بهدف توفير الطعام لعائلته، وبالنسبة إليهم، الأضحية مصروف ضخم بحاجة لخطة شرائية تكلف الكثير، لذلك هناك تراجع في البيع هذا العام". وأمل أن يتحسن البيع خلال الفترة المقبلة وأن يشهد السوق انتعاشاً قد يعوض خسائر المربين".
ولفت عدد من المواطنين إلى أنّ هناك اعتماداً كبيراً في شراء الأضاحي على الأموال المحولة من خارج سورية. وكان رئيس جمعية اللحامين في العاصمة السورية دمشق أدمون قطيش قد أكد أن زيادة الحوالات المالية القادمة من دول اللجوء، خلال فترة العيد، ستكون سبباً في ارتفاع الإقبال على شراء اللحوم والأضاحي، مشيراً إلى أن الإقبال على الأضاحي هذا العام من الممكن أن يزداد بنسبة 25 في المائة عن العام الماضي.