استمع إلى الملخص
- الحاجة المتزايدة لوسائل التبريد مثل المراوح والمكيفات في ظل ندرة الكهرباء تزيد من الصعوبات، بينما يلجأ السكان إلى شراء صهاريج المياه وألواح الثلج لمواجهة نقص المياه والحرارة الشديدة.
- الحرائق في المناطق الزراعية والغابات تضيف تحديات إضافية، مؤثرة على المواسم الزراعية ومشكلة خطرًا على حياة السكان وممتلكاتهم، مع صعوبات في الاستجابة للكوارث بسبب نقص الموارد.
يزيد سوء الخدمات، لا سيما انقطاع الكهرباء والماء في سورية، من أثر سخونة الحرارة على معيشة المواطنين، كما أن الأجواء الحارة ساهمت في اشتعال حرائق بالعديد من المناطق الزراعية في البلاد وغلاء العديد من السلع. وحول أزمة الكهرباء يقول صاحب متجر مواد غذائية من حي دمر بالعاصمة السورية دمشق، عصام الدالي، عبر اتصال مع "العربي الجديد"، إن الكهرباء في دمشق تنقطع أربع ساعات مقابل ساعتين تشغيل، وفي ريف دمشق، تقطع الكهرباء خمس ساعات مقابل ساعة، ما يحيل "الحرّ إلى جهنم"، خاصة بواقع انقطاع المياه نهاراً.
يشير الدالي إلى أن تكاليف "أمبيرات الكهرباء" للمحافظة على المواد الغذائية من التلف، ترفع الأسعار على المستهلكين، مبيناً أن سعر كيلو اللبن "زبادي" بلغ تسعة آلاف ليرة والجبنة نحو 40 ألف ليرة، ويتراوح سعر كيلو اللحم، بين 250 و300 ألف ليرة سورية (الدولار = نحو 14900 ليرة). بدوره، يقول الاقتصادي السوري، عبد الناصر الجاسم: المأساة تلاحق السوريين صيفاً وشتاء، مشيراً خلال تصريح لـ"العربي الجديد" إلى أن ارتفاع درجة الحرارة تخلق أسواقاً وتجارة خاصة، منها بيع صهاريج المياه أو ألواح الثلج، وتنشط أسواق المراوح والمكيفات، رغم ندرة الكهرباء.
ويضيف الجاسم لـ"العربي الجديد" أن راتب الموظف السوري نحو 300 ألف ليرة، لا يكفيه لشراء مروحة مستعملة أو الاشتراك بكهرباء الأمبيرات أو شراء ثلج لشرب مياه بارد خلال الحر الذي يجتاح البلاد، قائلاً: "هذا إن لم نتكلم عن مصاريف الغذاء التي لا تقل عن أربعة ملايين ليرة شهراً بالحد الأدنى".
انقطاع الكهرباء
وكان ارتفاع درجات الحرارة في سورية المترافق مع انقطاع طويل للتيار الكهربائي قد تسبب بزيادة الطلب على المراوح، خصوصاً تلك التي تعمل على البطاريات، إذ يمكن استخدامها بعد شحنها في ساعات الوصل. وعاودت درجات الحرارة في سورية الارتفاع إلى أعلى من معدلاتها السنوية بنحو خمس درجات، متأثرة بالمنخفض الموسمي الهندي السطحي، كما يقول المتخصص بالجغرافيا، وليد الحمد، من محافظة إدلب لـ"العربي الجديد".
ويضيف الحمد أنه بحسب توقعات الأرصاد الجوية فإن الرياح ستكون خلال الموجة الحالية غربية إلى جنوبية غربية، نشطة تتجاوز سرعتها 55 كيلومتراً في الساعة، وخاصة في المناطق الجنوبية والوسطى، وستستمرّ الحرارة بالارتفاع. ويلفت المتخصص السوري إلى أن هذه الحرارة تؤثر على المواسم الزراعية الصيفية وتزيد من حدوث حرائق الغابات وبقايا قش القمح، والأهم، أثرها على السكان، سواء بشمال سورية "المخيمات" أو حتى في مناطق سيطرة نظام بشار الأسد، لأن انقطاع الكهرباء والماء يزيد من الأثر، حتى بضربات الشمس والأمراض.
كان ارتفاع درجات الحرارة في سورية المترافق مع انقطاع طويل للتيار الكهربائي قد تسبب بزيادة الطلب على المراوح
وشهدت سورية حرائق متفرقة عدة، خلال موجة الحر التي وصلت إلى نحو 50 درجة مئوية، في أرياف اللاذقية وطرطوس الساحليتين، كما تمكنت منذ يومين، الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب بريف مدينة حماة، وسط البلاد، من إخماد حرائق بمناطق حراجية، بعد تدخل حوامات تابعة لجيش النظام، بحسب تصريحات مدير الهيئة، أوفي وسوف. في المقابل، أكد الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" نشوب مئات الحرائق في مناطق شمال غربي سورية التابعة للمعارضة، مشيراً إلى أن الشهر الماضي شهد ارتفاعاً خطيراً لنسبة الحرائق مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي التي شهدت 294 حريقاً.
ونشبت تلك الحرائق في 267 حقلاً زراعياً، و16 محطة تكرير وقود بدائية، و20 مخيماً، وثلاثة مخابز، و57 منزلاً سكنياً، و11 غابة، ومحطتي وقود. وتسببت الحرائق بوفاة طفلة، وإصابة سبعة مدنيين، من بينهم ثلاثة أطفال.