تشهد الأسواق في العاصمة الصومالية مقديشو، وقبيل أيام من عيد الفطر السعيد، حركة تسوق خجولة نتيجة الغلاء في مستلزمات العيد وسط غياب التسعيرة الحكومية لضبط الأسعار.
يتوافد المواطنون إلى الأسواق لشراء مستلزمات العيد، لكن الأسعار المرتفعة في مختلف السلع الأساسية، حالت دون شراء الكثيرين لاحتياجاتهم وسط اتهامات للتجار باستغلال المناسبات لتعويض فترات الركود السابقة.
فيما التجار في الصومال يبررون ارتفاع الأسعار بصعود أسعار الشحن من الدول المصدرة، بفعل تعطل سلاسل الإمدادات للعديد من الأسواق.
ويحرص التجار في مناسبة عيد الفطر، على عرض أحدث الموديلات فيما يتعلق بملابس العيد لشد انتباه المتسوقين، خلافا للعام المنصرم التي تأثرت فيه الأسواق بتداعيات جائحة كورونا.
أسعار مرتفعة
تقول "شكري أبوكر" وهي أم لثلاثة أطفال، إنها تجولت في السوق طولا وعرضا بحثا عما يناسب متطلبات أطفالها، "لكن الأسعار لا تناسب جيوبنا، رغم توفر أحدث الموديلات من الملابس في السوق".
وتضيف شكري: "مدخراتي لشراء ملابس العيد لأولادي الثلاثة، تكفي لاثنين فقط، نظرا للأسعار الملتهبة في الأسواق، ولهذا اضطررت إلى العودة إلى البيت خالية الوفاض".
بينما الحيرة بدت على وجه المواطن محمد علي، الذي قال إنه سئم من محاولة التجار تضخيم الأسعار على حساب المواطنين، مشيرا إلى أن قدراته الشرائية لا تسمح له بدخول المحال التجارية والمعارض الكبيرة.
وتابع: "في حال مواصلة التجار التعمد في زيادة الأسعار لتحقيق مكاسب مالية، يخشى من أن يحرم أطفاله من بسمة عيد الفطر".
وتتراوح أسعار الملابس حسب الفئات العمرية في المحال التجارية، بين 25 و35 دولارا ، ويصعد للمراهقين إلى ما بين 35 و40 دولارا، فيما تتراوح أسعار ملابس الإناث بين 40 و50 دولارا.
غياب التسعيرة الحكومية
يقول عبد الرحمن محمد، وهو محلل اقتصادي، إن غياب الرقابة الحكومية في الأسواق جعل مسألة ضبط الأسعار بعيدة المنال، وهو ما ينعكس سلبا على توازن الحركة الشرائية في الأسواق.
وأبلغ عبد الرحمن مراسل الأناضول، أن التجار يحرصون على رفع الأسعار منذ بدء الاستعدادات، "غير آبهين بالحالة المادية للمواطنين، نتيجة ضعف العجلة الاقتصادية في البلاد، الناجمة عن الفيروس".
كما عزا سبب ارتفاع الأسعار في مناسبة العيد، إلى زيادة نسبة الشراء من جانب المواطنين، وسط تراجع في معروض السلع داخل الأسواق المحلية.
ويتعمد التجار رفع أسعار الملابس قبيل أيام العيد لكسب الأرباح، لتهبط تلك الأسعار بنسبة 50 بالمائة من قيمتها الأصلية بعد العيد، إذ يرون أن فترة العيد مناسبة لزيادة الاستهلاك، بحسب المحلل الاقتصادي.
الأحداث الأمنية
وأربكت الأحداث الأمنية الأخيرة في العاصمة مقديشو، نشاط الأسواق التي كانت تكتظ بالمواطنين، لشراء ملابس العيد، حيث أثر نزوحهم من أحياء العاصمة سلبا على حركة التسوق.
والشهر الماضي، تجددت اشتباكات بين فصائل مختلفة من القوات الصومالية، بعضها يدعم المعارضة، بينما تدعم الأخرى الرئيس المنتهية ولايته، محمد عبد الله فرماجو.
وفي فبراير/شباط 2021، دخل الصومال في أزمة سياسية مع إعلان قادة المعارضة عدم اعترافهم بالرئيس محمد عبدالله فرماجو، بعدما انتهت مدة ولايته رسميا، دون التوصل لاتفاق يؤدي لتنظيم انتخابات.
تقول ديقة محمد، وهي تاجرة في سوق حمروين، إن "الأحداث الأمنية الأخيرة أربكت حساباتنا وتوقعاتنا في الأيام العشرة الأخيرة من رمضان، حيث كان التسوق قبل الأحداث الأمنية نشطا".
مخابز الحلويات تنشط
وتسابق مخابز الحلويات في سوق حمروين ثاني أكبر سوق في العاصمة مقديشو، الزمن لإعداد أجود أنواع الحلويات والبسكويت التي تزين مائدة الصوماليين في عيد الفطر.
طوابير نسوية أمام مخابز الحلويات في سوق حمروين، كل واحدة منهن تنتظر دورها لتقديم طلبها من الحلويات قبل حلول أول أيام العيد المرتقب الخميس المقبل.
(الأناضول)